أبدا ما غِبتُ عنك لا ولا نأيتْ غيَّبني الغياب فيكَ حتى اختفيتْ طوّفتُ أمصار الترحال حللتُ عقدتُ ضفائر الانتظار وما نسيت ولا اشتفيت كأني لم أغادرني لُحيْظةً إلا. إليكَ ازورَرْتُ كبرياءً عنك فولاّني ما استعصى من خفقي حييًّا إليك استعذبت في مداك ما لا يستعذب حتى بالعذاب انتشيتْ...... غيمةً شاردة في سلم العزلة غدوتُ الرحيل سُرادقي والحنين منفاي ملاذي دليلي في آنٍ إليك برْزَخَتْني عنك مهاوي الاسئلة ورَفَتْني، على غفلة، إليك سنبلة قاسمتُ الليل خطاي والوجعَ أيهما أعشى للعين؟ أيهما أوجعُ للعمر يا حبيب؟ جحودُ البلد أمْ جحود الولد؟ كيف وهما بلواي منذ أمدْ آه.. يا ابن البلد... احدودب الطريق واقْفَرَّ إلا من وحدتي كل هذا الفضاء لا أحد أبدا لا أحدْ غير وجهك نجما رفيقا إن سافرتُ أو حَطَطْتُ الرّحلَ جليسا وما دونك هذا الزبد... أستعجل الليل على نوئي به. وأستجدي على أنَفِي الكرى كيف يضمني حلمي إليك...... باحت البُرَحاء بصندل أسرارنا واخْضَوْضب سرير الحلم بلذائذنا...... وحين تقاطعنا انعقد على المبسم صمتنا الضاجُّ ونبتت على الكتفين نياشين المجاز.. ... كلانا صادٍ لآخَرهِ وكلانا لبعضينا في قيظ الأيام وتربص الأهوال الزاد الزلالْ... ... لكل حرف على الشفاه مذاقه لكل مذاق شهوته لكل شهوة عذوبة لكل عذوبة يوم لكل يوم شهدٌ تتلولب الدائرة تتسلل بين الوقت والغبار خلسة أو جهارا واعْبُرْ بين روحي والجسد أَسْلِمْ فيَّ ضوعكَ لدبيب الأبد عشقتك وعشقت، من جديد، فيك البلد هيتَ لك مجد الأعالي لكْ يا ابن البلد ... أبو ظبي في 15 ابريل 2016