كشفت مصادر متطابقة ل»الاتحاد الاشتراكي» عن وجود شبهات وتجاوزات بمواقع غابوية متفرقة من منطقة تونفيت وأكديم، منها أساسا موقع أوزدين ضواحي لكاغ، حيث تم ترك حوالي 400 شتيلة شجيرات الأرز شبه ملقاة بإهمال بوادي أوزدين، ودون أية حراسة، ما عرضها للتلف والضياع بسبب التقلبات المناخية والرعي الجائر، وكان من المفروض العمل على غرسها في إطار تخليف الشجر وتجديد الثروة الغابوية، ولعل الشتائل قد تم «غرسها» على الورق عكس ما هو على أرض الواقع، تماما كما سبق أن جرى خلال السنوات القليلة الماضية بالنسبة لشجيرات أخرى كان من المقرر غرسها بمواقع تازاغورت تيديوا آيت موسى، إلا أن الاستهتار عرضها للتلف. وصلة بالموضوع، شددت مصادرنا على مطالبة الجهات المسؤولة بفتح تحقيق نزيه في ما وصفته ب«شبهات خطيرة»، ويتعلق الأمر بغابة أغروض ماسو، من الجهة المحاذية لتيزي نخويا، حيث تم حفر حوالي 2000 حفرة للغرس، وتم وضع الشتائل فيها كما توضع الأزهار في المزهريات، أي بطريقة عبثية دون غرسها، وبسبب التماطل والإهمال ظلت الشتائل موضوعة في الحفر بصورة أقرب من «الديكور» إلى أن عصفت بها الثلوج التي تساقطت على المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية وتعرضت للضياع، ما حمل عددا من المدافعين عن الغابة إلى دق ناقوس الخطر حول وضع الغابات في المنطقة، وما يرتبط بذلك من تهديدات للغابة بالفناء، ويوما عن يوم يتقوى الإصرار على مطالبة الجهات المسؤولة بمعاقبة كل من ثبت تورطه في الاستخفاف بالتدابير التي من شأنها المساعدة على حماية الموروث الطبيعي. وسبق للجريدة أن كشفت عن مساحة غابوية بمحيط تاعرعارت، ضواحي أكديم، قالت مصادر مهتمة بوجود «تلاعبات» مكشوفة على مستوى عملية تشجيرها، إذ عوض توفير أزيد من 62 ألف شتيلة لم يتم استحضار غير أقل بكثير من النصف، حسب مصادرنا، ما يكسر طموحات المندوبية السامية للمياه والغابات وسعيها إلى إنجاح مشروع تخليف الشجر وتجديد الثروة الغابوية، وفور قيام الجريدة بنشر الخبر تشكلت لجنة جهوية انتقلت إلى عين المكان وتأكدت من وجود تلاعبات وخروقات، غير أن المصادر ذاتها تخوفت بشدة من تعرض نتائج التحقيق للإقبار، علما بأن المندوبية السامية للمياه والغابات تجتهد بكل التدابير والإجراءات في إطار المخطط الذي تطلقه على مدى العشرية الممتدة ما بين 2005 و2014، والهادف بالأساس إلى التحفيظ والتهيئة والرفع من مستوى المساحات التي ستشملها عملية التخليف. ويخشى المراقبون أن يتعرض الأمر لنفس ما تعرضت له بعض الغابات بالمنطقة، من تناقضات قائمة بين عدد الحفر والشتائل المقرر غرسها، وسبق للجريدة أن فضحت ما جرى بغابات جعفر، سيدي سعيد، بولمحارز، أنُگال، إلا أن الجهات المسؤولة أسرعت إلى مختلف المحاولات والأساليب، نهارا وليلا، لإخفاء ما يمكن من الآثار، وكان على المسؤولين الجهويين حينها فتح ما يلزم من التحقيقات، بينما كشفت مصادر متطابقة وجود تلاعبات أخرى وأعمال تدمير واستنزاف بغابات تقع بتوجكالت، ومنها أساسا مواقع محددة مثل إيمكوشتا، أخاعلي، المنزع، تمعبوت، أنماس، تشتوين، أسانف أحزون، كما لم يفت مصادر أخرى الإشارة لحالة غابة أكوجيل حيث تم استنزاف مساحات واسعة من شجر الكروش لاستعماله في صناعة الفحم. من جهة أخرى، وفي الوقت الذي لا يزال القضاء بخنيفرة ينظر في قضية رئيس المركز الغابوي بسيدي اسعيد، التابع لمركز التنمية الغابوية بالقباب، إقليمخنيفرة، علم من مصادر مطلعة أن هذا المسؤول الغابوي قد تم تنقيله إلى تمحضيت، ما وضع من جديد أكثر من علامة تعجب حول استمرار مصالح المياه والغابات في سياسة الاكتفاء في كل مرة بإجراء التنقيل عوض اتخاذ ما يلزم من الإجراءات التأديبية والزجرية في حق المخالفين والمتورطين من رجالها، وكان المسؤول الغابوي المعني بالأمر قد تم ضبطه في حالة تلبس وهو يتلقى رشوة (1000 ألف) من طرف مزارع بسيدي يحيى وساعد مقابل «غض الطرف» عن رغبة هذا الأخير في التوسع على حساب جزء من غابة الدولة، ولم يكن يدري أنه سيقع في كمين منصوب له بآيت إسحاق، إذ وجد نفسه في يد الدرك الذي اقتاده إلى حيث تم إخضاعه للتحقيق وتقديمه للعدالة.