بدا الأربعاء الماضي أن مناهضي الزعيم الليبي معمر القذافي كانوا يسيطرون على القسم الشرقي من ليبيا المجاور لمصر والغني بالنفط, في حين عبروا عن ثقتهم بقرب سقوط نظام القذافي القائم منذ اكثر من 40 عاما. وشاهد صحافيون اعدادا من المتمردين غالبيتهم يحملون السلاح وهم يتنقلون على الطريق الموازية للبحر المتوسط من الحدود مع مصر حتى مدينة درنة, التي كذب سكانها المعلومات الرسمية التي افادت باعلان انصار للقاعدة قيام امارة اسلامية فيها. وأعلن سكان على مداخل درنة أن مرتزقة موالين للقذافي حاولوا الاثنين استرداد المدينة الا انهم ردوا على اعقابهم, في حين انكب عدد من الشبان الملتحين على تحميل رشاشات ثقيلة داخل سيارتي بيك آب. واعلن الشبان انهم ضبطوا هذه الاسلحة من عناصر في ميليشيات محلية موالية للقذافي. وتجمع نحو مئة شخص امام مسجد وهم يطلقون هتافات تندد بالقذافي وتتوقع له الانهيار الوشيك. وقال أحد هؤلاء الاشخاص ويدعى مفتاح «لقد سقط حاجز الخوف», في حين أخذ آخر على الدول الاوروبية عدم اعتماد موقف حاسم ضد نظام القذافي متهما اياها بحرصها على امداداتها من النفط الليبي اكثر من حرصها على تجنيب السكان مجازر. وكان وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد الكعيم اعلن الاربعاء الماضي ان القاعدة اقامت امارة اسلامية في درنة (شرق) بقيادة معتقل سابق في غوانتانامو. وقال الكعيم «اقامت القاعدة امارة في درنة بقيادة عبد الكريم الحسدي وهو معتقل سابق في غوانتانامو (مركز الاعتقال الاميركي في كوبا)», مؤكدا ان القاعدة تفكر في سيناريو «على طريقة طالبان» في ليبيا. واوضح ان عبد الكريم الحسدي له «مساعد» مقيم في مدينة البيضاء «وهو عضو ايضا في القاعدة ويدعى خيرالله برعاصي». ونفى سكان في مدينة درنة (1250 كلم شرق طرابلس) هذه المعلومات, واعتبر احدهم ان الهدف منها «اخافة الاوروبيين», في حين قال آخر ان الاذاعة الليبية الرسمية هي التي تنقل هذه الانباء منذ الثلاثاء الماضي . في طبرق قال عدد من سكان هذه المدينة ان عناصر في ميليشيات موالية للقذافي اعدموا في مدينة البيضاء الساحلية. كما قال اخرون ان المناهضين للقذافي يسيطرون على المنطقة الممتدة من الحدود مع مصر شرقا حتى مدينة اجدابيا غربا مرورا بطبرق وبنغازي. وعلى الطريق الساحلي كان العديد من السكان يعبرون عن فرحهم ويرسمون شارات النصر ويؤكدون ان ايام نظام القذافي باتت معدودة. واكد السكان ان الكثير من الجنود قدموا دعمهم للانتفاضة على القذافي. وتلقى سكان الشرق الليبي رسالة على هواتفهم المحمولة جاء فيها «النصر لقائدنا ولشعبنا» مع وعد بالحصول على رصيد مجاني في حال قام بتوجيه هذه الرسالة الى اشخاص اخرين. وحمل الكثير من السكان العلم الليبي القديم الذي كان معتمدا في عهد الملكية قبل ان يطيح القذافي عام 1969 بآخر ملك على البلاد هو ادريس السنوسي. والعلم الذي تتوسطه نجمة وهلال ابيضان بين شريطين احدهما احمر والثاني اخضر على خلفية سوداء, اصبح رمزا للمحتجين على نظام القذافي اكان في ليبيا او خلال التظاهرات التي عمت العديد من دول العالم تنادي بسقوط نظام القذافي.