نزل المئات من سكان مدينة تنغير، بعد صلاة التراويح ليوم الأحد 26 يونيو 2016، في مسيرة احتجاجية حاشدة، للتعبير عن سخطهم وغضبهم إزاء فضيحة اقتناء رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، الحبيب الشوباني، ل 7 سيارات «كات كات» من نوع «فولسفاكن توارك» لفائدة أعضاء داخل مكتب مجلسه الجهوي، بمبلغ يصل إلى 283 مليون سنتيم، وسيارتين فارهتين من نوع "مرسيدس" له ولنائبه البرلماني، بمبلغ 120 مليون سنتيم، قبل خرجته الاستفزازية التي وعد فيها بالتفكير في اقتناء طائرة هليوكوبتر لتخطي وعورة التضاريس وتنقلات أعضاء مجلسه وضيوفه، الأمر الذي خلف ردود أفعال واسعة لدى مختلف الفاعلين بالجهة نظرا لما رأى فيه الجميع فسادا وتبذيرا للمال العام بجهة تعتبر الأفقر على مستوى البلاد. المسيرة الشعبية التي عرفت مشاركة العديد من الفعاليات المدنية والإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية، في ﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻨﻐﻴﺮ، صدحت فيها حناجر المحتجين بمجموعة من الشعارات والهتافات، إلى جانب رفعهم لعدة يافطات تستهزئ من صفقة السيارات الفارهة بالمقارنة مع ما تعانيه جهة درعة تافيلالت من تهميش وهشاشة، وما تحتاجه من مشاريع وبرامج اجتماعية واقتصادية وبنى تحتية، في حين لم يفت المحتجين وصف الحبيب الشوباني ب «بطل الفضائح الأخلاقية والمالية»، وطالبوا برحيله، حسب مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، الأمر الذي دفع بمصادر قيادية داخل الأمانة العامة للعدالة والتنمية إلى خيار «أنصر أخاك» من خلال خروجها بما يفيد أن صفقة الشوباني «قانونية»، ومادامت كذلك فلن يقف الحزب ضدها، بينما أقدم القيادي محمد يتيم على مهاجمة الصحافة المغربية لانتقادها واقعة السيارات الفارهة. وكانت الجهة، خلال مطلع ماي الماضي، قد شهدت خروج المئات من مواطني قبائل تنجداد وآيت خباش وآيت عطا، في قافلة حاشدة على متن أزيد من 600 سيارة وحافلة، باتجاه مقر مجلس جهة درعة تافيلالت بالرشيدية التي يرأسها الحبيب الشوباني، الوزير السابق والقيادي بحزب رئيس الحكومة، تنديدا بمظاهر التهميش وجمود الوعود، وعلى مشارف الرشيدية تمكنت القوات العمومية من توقيف زحف القافلة، تجنبا لأي طارئ أو تصعيد محتمل، إلا أن زحفها كان كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي الذي لم يفت فيها أحد المعلقين طرح التساؤل حول معنى صمت السلطات حيال الحبيب الشوباني الذي فات للملك القبول بإعفائه من الحكومة على خلفية قصة "الكوبل" المعلومة. وأمام ارتفاع غضب الشارع المحلي، وإمطار هاتف الحبيب الشوباني بالرسائل النصية، وموقعه الفايسبوكي بالتدوينات الاحتجاجية، وبعد فشل «كتائب» وأنصار المعني بالأمر في مواجهة المنتقدين، لجأ هذا الأخير إلى محاولة أخرى لامتصاص السخط الشعبي، وذلك بالإعلان عن عقد المجلس الجهوي لدورته العادية، يوم الاثنين المقبل 4 يوليوز 2016، من أجل تقديم ما تمت تسميته ب «حصيلة عمل ثمانية أشهر من الجهود والاتفاقيات المكثفة»، وإبلاغ الرأي العام بمواقف هذا المجلس من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والجهوي. ويشار إلى أن فضيحة أخرى قد تفجرت، نهاية الأسبوع الماضي، وذلك في إقدام الحبيب الشوباني على حجز 40 غرفة بأحد الفنادق الشهيرة بميدلت، وفق معطيات «الاتحاد الاشتراكي»، وذلك لعقد «خلوة» مع أعضاء مجلسه الجهوي الذين لا يتعدى عددهم 24 عضواً فقط، حيث ذهبت التخمينات بأوساط المتتبعين إلى احتمال أن يكون الأعضاء مرفقين بأصدقائهم أو زوجاتهم، في حين لم يفت ذات المتتبعين وصف «خلوة فندق ميدلت» بمحاولة لاحتواء التوتر الذي يسود صفوف أعضاء المجلس بسبب انفراد الحبيب الشوباني بالتسيير والتدبير بصورة مزاجية، مع رفع معنويات بعضهم البعض بعد تدهورها أمام ما خلفته «سيارات الكات الكات» من زوابع.