تعتبر لندن أن أعمال العنف التي شهدتها مرسيليا في نهاية الأسبوع الماضي على هامش مباريات كأس أوروبا لكرة القدم 2016 وقعت خصوصا بسبب المتطرفين الروس والرد السيئ للشرطة الفرنسية، بدون أن تنسى سمعة مثيري الشغب الانكليز. ونقلت صحيفة تايمز أول أمس الاثنين شهادة جورج آموس (29 عاما) أحد المشجعين الانكليز، الذي يؤكد أنه هوجم مع شقيقه هارولد في مرفأ مرسيليا القديم، ملخصا بذلك الشعور بالاستياء من قبل الانكليز. ويقول إن «الروس كانوا أشبه بفرق موت، يرتدي أفرادها الأسود وكل ما كانت تفعله الشرطة هو الاكتفاء بالمراقبة». أما شقيقه هارولد فيقول «كانوا حوالى 300 شخص ظهروا فجأة. كانوا يهاجمون الجميع. كانوا مقاتلي شوارع حقيقيين ولديهم واقيات للوجه وقفازات أم أم أيه (خاصة بالفنون القتالية)». ومن جهته، قال ستيف ماكلين (47 عاما) لصحيفة ذي صن «وجدنا أنفسنا في مواجهة عصابة متوحشين، لصوص عضلات أجسادهم بارزة ممتلئين بالكراهية». وأضاف «تذكرت فجأة الجثث في هيلسبورو وفكرت: الأمر يتكرر». وكان ماكلين يصف ما حدث في ستاد فيلودروم بعد المباراة بين إنكلترا وروسيا يوم السبت. وأكد الشاهد الآخر براين غورلر (55 عاما) أن «الشر كان يتطاير من أعينهم. كانوا يهاجمون الجميع من نساء وأطفال». وقدمت الصحف البريطانية المشجعين الإنكليز على أنهم ضحايا بعد أعمال العنف، التي أدت إلى سقوط 35 جريحا في مرسيليا. وقال الاتحاد الانكليزي إنه «يأخذ على محمل جد كبير» رسالة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التي تهدد باستبعاد الفريقين في حال حدوث أعمال شغب جديدة. وكتبت صحيفة ديلي ستار «المشجعون الروس يهاجموننا ونحن نتلقى إنذارا». إلا أن الصحف اعترفت بأن المشجعين الانكليز يتحملون جزءا من المسؤولية. وأعلن النائب العام في مرسيليا أن ستة بريطانيين سيحاكمون لتورطهم في أعمال العنف، بينما لم تتمكن الشرطة من توقيف أي من مثيري الشغب الروس «المدربين بشكل جيد جدا». ويؤكد مارك روبرتس المسؤول عن الوحدة المتخصصة في كرة القدم في الشرطة أن هؤلاء ليسوا سوى «أقلية صغيرة». ويرى المدير العام للاتحاد الانكليزي مارتن غلين أن «الاضطرابات نجمت أصلا عن سلوك سيء ومربك لمثيري الشغب الانكليز، تفاقم بما يشجع تحرك منسق بالكامل من قبل عصابات روسية منظمة». ومثيرو الشغب الانكليز شكلوا دائما مرجعا في هذا المجال. لكن بما أن العناصر الأكثر تطرفا بينهم منعوا من مغادرة الأراضي البريطانية، يبدو أنهم لم يعودوا يشكلون وزنا كبيرا أمام الآخرين. وقال فلاديمير، أحد مثيري الشغب الروس الذين شاركوا في أعمال العنف في مرسيليا واتصلت به وكالة فرانس برس في موسكو «جئنا لنبرهن في الواقع أن الانكليز ليسوا سوى أطفال أمامنا». ومثيرو الشغب متهمون بكل شئ لكن الصحف البريطانية لم توفر الشرطة الفرنسية خصوصا لاستخدامها الغاز المسيل للدموع، وهو أمر لا يتكرر كثيرا في المملكة المتحدة. وحتى زوجة المهاجم الانكليزي جيمي فاردي اشتكت في تغريدة على تويتر من أنها «تعرضت للغاز بلا سبب، واحتجزت وتمت معاملتها مثل الحيوانات». وقال المتخصص في شؤون مثيري الشغب في جامعة مانشستر جوف بيرسون لفرانس برس يوم الأحد إنه «خطأ في الاستراتيجية». وكتب الاثنين في صحيفة تايمز أن «التكتيك السيئ للشرطة هو السبب الرئيسي». من جهتها، كتبت صحيفة الغارديان «كان مزيجا من التساهل والتدخل البالغ الشدة. جرت مشاجرة أولى بين الفرنسيين والانكليز يوم الخميس في حانة كوين فيكتوريا، أدت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع. وفي أماكن أخرى اكتفت الشرطة باتخاذ مواقع أمام شاحناتها الصغيرة ومراقبة الوضع». وإلى جانب سلوك الشرطة، تتهم الصحيفة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ومدينة مرسيليا «بغياب التخطيط بشكل مثير للاشمئزاز». وقال إنه يخشى الاسوأ خلال الأسبوع في شمال فرنسا. وفي سياق متصل، قال كبير المدعين في مدينة مرسيليا يوم الاثنين إن مجموعة من الروس تدربوا على الاشتباكات وشاركوا في أسوأ موجة من أعمال العنف الجماهيري، التي شهدتها المدينة الفرنسية، على هامش افتتاح بطولة أوروبا لكرة القدم 2016. وأصيب 35 شخصا اغلبهم من الانجليز خلال ثلاثة أيام من الاشتباكات التي شارك فيها مجموعة من المشجعين الروس والانجليز والفرنسيين في مواجهة قوات مكافحة الشغب في منطقة الميناء القديم في مرسيليا.