ستصبح اللغة العربية بداية من الموسم الدراسي المقبل لغة المستقبل في الجمهورية الفرنسية، هذا ما أعلنته وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو بلقاسم، ذات الأصول المغربية لإعطاء اللغة العربية مكانتها في فرنسا بعد تهميش طالها سنين عديدة هذا في الوقت الذي تعالت أصوات يمينية متخوفة من سيادة «لغة ستعزز الطائفية» وتجعلها لغة حكرا على مجموعات محدد في المجتمع الفرنسي مما سيقوض اللغة الأم. لقد اختارت نجاة فالو بلقاسم، أن تحول مبدأ تعليم اللغة العربية في إطار تعليم اللغة والثقافة الأصليتين (إلكو) الموجه أساسا لتعليم اللغة العربية لأبناء الجاليات العربية الذي تبنته فرنسا بناء على قرار توجيهي أوربي سنة 1977 إلى مبدأ شامل يهم إدماج تعليم اللغة العربية داخل المنظومة التربوية والتعليمية الفرنسية». وسيتم بناء على قرار وزارة التعليم الفرنسية تقييم عمل المدرسين كباقي الأساتذة للغات الأخرى، وسيحضرون دورات تدريبية وفق برنامج «بيداغوجي» محدد يسهر على تجهيزه مشرفون متخصّصون بالرغم من المعارضة التي أبانت عنها جهات ضد انتشار اللغة العربية في المنظومة التعليمية الفرنسية خوفا من انتشارها بشكل قوي. كما سيتمكن إدراج اللغة العربية في المنظومة التربوية والتعليمية الفرنسية، التي تدافع بلقاسم على أن تستفيد من تفعيل مبدأ «المساواة في اللغة» و»تمتيع لغة الضاد بكرامتها»، سيمكن التلاميذ الفرنسيون من اختيارها كلغة أجنبية منذ المراحل الابتدائية من تعليمهم. وتأتي الخطوة الفرنسية أيضاً استجابة للطلب المتصاعد كل سنة على تعلّم اللغة العربية من قبل أبناء الجاليات العربية وكذلك من الفرنسيين، وفي تقرير صادر عن المعهد الفرنسي للاندماج لسنة 2015، أقبل نحو 57 ألف تلميذ على تعلم اللغة العربية على يد 680 معلما من الجزائر والمغرب وتونس في إطار برنامج تعلم لغات البلد الأصلي لسنة 2012.