أضحت جل المدارات الطرقية و مناطق وقوف السيارات بمراكش قبلة لأفواج غفيرة من المتسوليين من مختلف "الجنسيات"، تتفاوت أعمارهم و طبيعة طلباتهم. مغاربة و أجانب، شيوخ و مراهقين ، و أطفال... الكل "متحمس" لتحصيل دريهمات من سائقي السيارات و الشاحنات ما يسبب حالة من الفوضى و حوادث سير، وأيضا الحسرة على تلك المشاهد في ملتقى مختلف الطرقات بشوارع مراكش. واقع فرض على مجموعة من المواطنين الالتفاتة أحيانا لحالات إنسانية بغية الإحسان إليهم، كبعض العائلات السورية و الأفارقة، والذين امتهنوا هذه الظاهرة بأزقة و مساجد المدينة بحثا عن مورد مالي . ويبقى لافتا استفحال هذه الظاهرة أمام أعين سلطات المدينة ، بمختلف مستوياتها، دون العمل على الحد من اتساع مظاهرها ذات النتائج السلبية . وقد عاينت الجريدة حالة "محرجة" لمراهقين مغاربة بأهم شوارع المدينة السياحية لحظة توقف سيارة رباعية الدفع و على متنها سياح أجانب، حيث انطلق حولهم مراهقون وتجمهروا حول السائقة ، مطالبين بمساعدات مالية لدرجة التهديد، ما جعلها تنتفض غضبا ؟ منظر يثير القلق والتساؤلات بشأن الصورة الحضارية، التي يمكن أن يقدمها المغرب ، في ظل مثل هذه المشاهد غير المشرفة؟ المشكل أضحى كحلبة للتنافس على من يسبق بين السيارات أثناء توقفهم بالمدارات و مطالبة السائقين بإعانات، ما دفع بالبعض الى التخوف من بعض هؤلاء والتساؤل عن مدى جدية مطالبهم بين التسول أو النشل أو الاعتداء؟ وطالب العديد من المواطنين بدوريات مشتركة للحد من الظاهرة و التي أصبحت معالمها تختلف بين بيع المناديل الورقية و مسح الزجاجات الأمامية أو طلب الإعانة مستغلين التوقف الإجباري للسيارات بالمدارات الطرقية و تساهل السلطات مع هذه الظاهرة، والتي تشوه صورة مدينة مراكش وتزعج زوارها.