صدر عن دار العين بمصر، رواية جديدة للروائي والشاعر محمود عبد الغني تحمل عنوان «أكتب إليك من دمشق»، وتقع في 240 صفحة من الحجم المتوسط. تحكي الرواية عن ناسخ مغربي من فاس، تلقى دعوة للمشاركة في نسخ كتاب المؤرخ الحافظ بن عساكر «تاريخ دمشق» الذي يقع في ثمانين جزءا. وبما أن فريق العمل يضم ثمانية ناسخين، فإن نصيب الناسخ المغربي سيصل إلى عشرة مجلدات، عليه نسخها في ظرف سنتين. عبر سرد طويل لرحلته من فاس إلى دمشق مرورا بمصر، يحكي الناسخ/السارد وقائع رحلته، الفنادق التي قام فيها، التجارة التي كانت سائدة في القرن الثاني عشر، الملل الدينية والنحل السياسية، فن النسخ في الثقافة العربية الإسلامية، تقنياته، أدواته، رجاله ونساؤه، المؤلفون، والتأليف، ظاهرة التجارة في نسخ الكتب، أسعار النسخ...إلخ. وبذلك فالرواية تكون قد تشعبت في اتجاهات عدة ثقافية وسياسية وفكرية وتاريخية. يلتقي السارد بابن عساكر في المسجد الأموي بدمشق، حيث اعتاد إلقاء دروسه وأماليه، وفي بيته بعد ذلك، حيث اجتمعت مجموعة من الناسخين من مختلف الأقطار والأمصار. يجدها الناسخ المغربي فرصة للحديث عن فن النسخ في المغرب، وعن مصانع الورق، وأشكال الأقلام، وعمليات النسخ الجماعي...لكن الظروف السياسية، والقلاقل والصناعات الدينية والطائفية، جعلت الناسخ المغربي يفر بجلده رفقة ناسخ عراقي اسمه سنان إلى بغداد، حيث سيبقى تائها في متاهة بغداد المخيفة، ليكتشف انه هرب من دمشق الدامية، إلى بغداد الأكثر دموية.