أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، يوم الأحد بالعيون، أن معركة الدشيرة تعتبر ملحمة بطولية بارزة في استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة. وأضاف الكثيري، في مهرجان خطابي بمناسبة تخليد الذكرى ال58 لمعركة الدشيرة والذكرى 40 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، أن الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير وسكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو يخلد، يوم 28 فبراير من كل سنة، هاتين الملحمتين، ليستحضر بكل فخر واعتزاز فصول وأطوار مسيرة الكفاح الوطني. وأشار إلى أن معركة الدشيرة تجسد واسطة عقد منظومة الملاحم الغراء التي تحققت بفضل النضال المستميت والتلاحم المكين بين العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الأبي، وهي المسيرة التي تكللت بالمسيرة الخضراء وإنهاء وجود الاحتلال الأجنبي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وذكر الكثيري بالمواقف البطولية لجيش التحرير، الذي ألحق هزيمة نكراء بقوات المستعمر الاسباني، من أجل تحرير الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن ربوع الصحراء المغربية بقيت شاهدة على ضراوة عدة معارك كمعركة "الرغيوة" و"المسيد" و"ام لعشار" و"مركالة" و"البلايا" و"فم الواد". وأضاف أنه أمام هذه الانتصارات المتتالية لجأت قوات الاحتلال الأجنبي إلى إبرام تحالف في معركة "اكوفيون"، التي خاض أطوارها جيش التحرير بالجنوب مبرهنا على صموده في سبيل استكمال الوحدة الترابية تعزيزا للأعمال البطولية وما صنعه المغاربة من أمجاد لإعلاء راية الوطن خفاقة في سمائه وعلى أرضه بقيادة العرش العلوي المجاهد. وأبرز أن الشعب المغربي، وفي طليعته أبناء الأقاليم الجنوبية، واصلوا مسيرة النضال البطولي من أجل تحرير باقي الربوع السليبة من تراب الوطن، مجسدين مواقفهم الراسخة ارتباطا بمغربيتهم وإيمانا ببيعة الرضى والرضوان التي تربطهم بملوك الدولة العلوية الشريفة، ورافضين لكل المؤامرات التي تحاك ضد الوحدة الترابية للمغرب. وأشار إلى أن المغرب قدم جسيم التضحيات في مواجهة المستعمر الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الإسبانية بالشمال والجنوب، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام حكم دولي، وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة، بذل العرش والشعب خلالها تضحيات جسيمة في غمرة كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من ربقة أخطبوط الاستعمار