قضية أخرى تنضاف إلى مجموعة من القضايا الكروية بالمغرب، والتي ظل مسكوتا عنها إلى أن فتح ملفها المدرب عبدالقادر يومير من خلال تدوينة على " الفايسبوك "، والمتعلقة بتعاقد الفرق الوطنية مع المدربين وكذلك الجامعة من خلال مدربي المنتخبات الوطنية وأطر الإدارة التقنية الوطنية، ليتضح مدى استحواذ مدينة الدارالبيضاء على حصة الأسد. ولمزيد من التوضيح اتصلنا بالمدرب يومير لاستفساره حول ما نشر وللوقوف على العديد من القضايا المتعلقة بعالم التدريب بالمغرب. - هل من توضيح بخصوص ما نشرته بصفحتك على موقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك "، والتي أشرت من خلالها أنه لا وجود للمدربين إلا في مدينة الدارالبيضاء؟ * أولا ليست ليست أي مشاكل مع كل المدربين المغاربة، بل علاقتي متميزة مع الجميع. أما بخصوص ما نشرته فقد كان استنتاجا من طرف مجموعة من المدربين الوطنيين في جلسة حوار، وما قلته ليس موضوعا شخصيا بل هو ناتج من واقع ملموس وليس من فراغ. وهنا دعني أسرد عليك مجموعة من الأسماء التي تؤكد صحة ما قلته. فالبنسبة للفرق بالبطولة الوطنية، نجد فخر الدين بالمسيرة، والصحابي بالحسيمة، وبنعبيشة بالكوكب، وطاليب بالجديدة بعد أن غادرها السلامي، وقد أتكهن وأرشح فرتوت أو بنهاشم لتدريب أولمبيك خريبكة في حال الانفصال عن المدرب التونسي العجلاني، وآخرين بالقسم الثاني، ونفس الأمر متعلق بالمنتخبات الوطنية، بوجود مديح وسابقا الزاكي وفاخر وهي كلها أسماء من مدينة الدارالبيضاء، إلى جانب الحداوي وبودربالة وجريندو وبنعبيشة. - ولكن مسألة تعيين المدربين بالفرق متعلقة باختيارات المكاتب المسيرة؟ * لا أظن ذلك لأن الموضوع متعلق بعمليات لا أريد الحديث عنها حتى لا يتم اتهامي كما حصل في العديد من المواقف. عالم التدريب في المغرب سوق مفتوحة، تتداخل فيها العديد من العناصر وتعرف ضغوطات متعددة. أما بالنسبة لمدربي المنتخبات فلا بد من الإشارة أن مديح وفاخر يستحقان الإشراف على المنتخبات لما حققاه من نتائج، وهما من أكثر المدربين تتويجا فسيرتهما الذاتية تشهد بذلك. المشكلة هنا أن أكثر المدربين المتوجين هم من خارج الدارالبيضاء، حيث أن التتويج الإفريقي كان من نصيب يومير والطاوسي وهما من خارج البيضاء باستثناء فاخر، والمتوجين خلال السنوات الأخيرة بالبطولة وكأس العرش هم أيضا من خارج البيضاء ويتعلق الأمر بكل من العامري والطاوسي والركراكي. الغريب أن هناك مدربون قضوا أكثر من عشرين سنة في الميدان ولم يفوزوا بشيء. شخصيا لا أفهم المعايير التي تعتمد في اختيار المدربين. فهناك مدربون أزّموا وضعية فرق بالبطولة الوطنية ووجدوا أنفسهم يشرفون على منتخبات وطنية. - لكن ذلك متعلق باختيارات اللجنة التقنية الوطنية؟ * اللجنة التقنية الوطنية تحتاج إلى مدربين مجربين راكموا من التجارب ما يكفي للإشراف على المنتخبات الوطنية أو التواجد باللجنة. فحين يضرب البعض المثال بفرنسا ويتخذها نموذحا، لابد أن نذكره بأن اللجنة التقنية بفرنسا كان من ضمن أعضائها إيمي جاكي وهويي وغيرهما من المدربين المجربين، ولم تعتمد على مدربين شباب مازالوا يتلمسون خطواتهم الأولى في عالم التدريب، والعكس هو الحاصل عندنا. هناك مدربون مغاربة استطاعوا تكوين جيل من اللاعبين المتميزين حملوا قميص الفريق الوطني واحترفوا في بطولات أوروبية محترمة، وهنا أتساءل كم من لاعب تم اكتشافه خلال السنوات الأخيرة، من طرف العديد من المدربين الذين أخذوا فرصتهم الكاملة، واستطاعوا أن يفرضوا أنفسهم بالفريق الوطني أو احترفوا بأوربا. - هي قضايا متعددة ومتشابكة، لكن ما رأي ودادية المدربين أمام ما يجري، بعد أن التزمت الصمت في ما قلت وفي أمور أخرى؟ * حتى لا أترك الأمور تأخذ مجريات معاكسة، لابد من الإشارة بأن التنسيق مستمر مع رئيس الودادية في كل ما يتعلق بعالم التدريب بالمغرب. وهنا لابد من الإشارة بأن قضية الزاكي تتعلق به شخصيا بعد توصله إلى اتفاق بالتراضي مع الجامعة، ولم يطلب تدخل الودادية بعد انفصاله عن الفريق الوطني، كما أن امحمد فاخر قد دافع عن نفسه من خلال الندوة الصحفية، التي عقدها. موقف الودادية واضح وهو الدعم الكامل وغير المشروط للأطر الوطنية، خاصة إصرارها على دمجهم في الإدارة الوطنية وفي مراكز التكوين الجهوية، وقد قامت بالعديد من المحاولات واقترحت العديد من الأسماء لمدربين مشهود لهم بالكفاءة وراكموا ما يكفي من الخبرة والتجارب.