قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أول أمس الأربعاء، بالرباط، أن المباحثات الثنائية التي جمعته بنظيره السعودي عادل الجبير لم تتطرق لمسألة المشاركة العسكرية في تدخل عسكري بري بسوريا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية «داعش». وأكد مزوار، في مؤتمر صحفي مشترك، عقب مباحثات أجراها مع عادل الجبير، ان «مسألة مشاركة المغرب في تدخل عسكري بري بسوريا أمر غير مطروح بشكل رسمي»، وأضاف أن المشاركة المغربية في تدخل بري على الأراضي السورية لم تتم إثارتها في الوقت الحالي. وفي ذات السياق، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ونظيره السعودي، عادل الجبير، أن حل الأزمة السورية يبقى رهينا بتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي. وقال مزوار إن المغرب والسعودية يعتبران أن حل الأزمة في سورية «يبقى رهينا بتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي، بالحفاظ على مؤسسات الدولة وبالعمل على إيقاف دوامة العنف والإرهاب والتشرد والوضع اللاإنساني الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق». كما أكد، في هذا الصدد، رفض البلدين التام والقاطع لاستغلال المذاهب والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المملكة ستكون مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى سوريا إذا قرر التحالف الدولي نشر قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وأضاف أنه «سيتم بحث التفاصيل بين المختصين في الدول المعنية لتحديد طبيعة المشاركة». وأكد وزير الخارجية السعودي على الحرص لإيجاد مخرج للأزمة السورية هذه، وبناء مستقبل جديد لهذا البلد «لا مكان فيه لبشار الأسد بأي شكل من الأشكال، يحافظ على المؤسسات في سورية وعلى وقف القتال فيها»، مجددا التزام المملكة العربية السعودية بتقديم كل ما بوسعها لتلبية مطالب الأشقاء في سورية. وأشار عادل الجبير إلى أنه «بالطبع ستكون هناك خطة (باء) في حال فشل العملية السياسية في سورية، ولكن لا يمكن الحديث عن هذه الخطة الآن أو عن تفاصيلها». يذكر أن المغرب يشارك في الائتلاف العربي، الذي تقوده السعودية، لاسترجاع الشرعية في اليمن. هذا، وأعلن مصدر رسمي سعودي أن التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلن عنه ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ويضم 34 دولة، سيعقد أول اجتماع له في الرياض الشهر المقبل. وقالت قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية «إن المملكة ستستضيف اجتماعا لدول التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب في مارس المقبل». يأتي هذا فيما جددت المملكة على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير استعدادها للمشاركة في أي حملة برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وعلى صعيد آخر، وبخصوص الوضع في اليمن، قال مزوار إن الجانبين أكدا على أن «عاصفة الحزم» أتت دفاعا عن الشرعية في هذا البلد العربي العريق، ولإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه، كما أكدا على أهمية الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض، والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن في هذا الصدد. وأشار، من جهة أخرى، إلى أن القضية الفلسطينية كانت أيضا من ضمن القضايا العربية والإسلامية الدولية والإقليمية التي تناولتها المباحثات، مبرزا أنه يتم العمل على السير باتجاه الدفع بوقف الممارسات التي تمس الشعب الفلسطيني والعودة إلى المفاوضات في إطار معقول، يكون الهدف منها إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وبخصوص التطورات الأمنية والسياسية في العراق، أكد وزير الخارجية السعودي أن «كل عربي وكل مسلم حريص على العراق وعلى وحدته وأمنه وسيادته»، مشددا على أن «هناك حرص كبير على ألا تكون هناك هيمنة على العراق من قبل أي قوة خارجية». هذا، وجدد كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ونظيره السعودي، عادل الجبير، التأكيد على البعد الاستراتيجي لعلاقات المملكتين وإرادتهما المشتركة لتعزيزها وتطويرها، انسجاما مع التوجيهات السامية لقائدي البلدين. وقال مزوار، في مؤتمر صحفي مشترك عقب لقاء مباحثات مع السيد الجبير، إن البلدين لديهما طموح مشترك قوي لتطوير هذه العلاقات وتجديدها وتنويعها، والاستجابة للفرص المتاحة سواء في المجال الاقتصادي أو في المجالات الأخرى المتعددة، بالنظر إلى أهمية ذلك في تطوير وتعميق وتقوية العلاقات الثنائية. وأشار في هذا الصدد، إلى أنه تم خلال هذه المباحثات، التي جرت في جو من التفاهم والتضامن المتبادل، الاتفاق مبدئيا على أن تتم الدورة ال13 للجنة العليا المشتركة المغربية السعودية، المزمع عقدها بالمغرب، في شهر ماي المقبل، وأن تكون فرصة لإعطاء دينامية متجددة للعلاقات. وأضاف أن اللقاء تطرق أيضا إلى النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية للمملكة والمشاريع المواكبة له، وما يتيحه من فرص الاستثمار بالنسبة للفاعلين السعوديين، مؤكدا على ضرورة تنويع وتطوير آليات العمل والتشارك. وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «موقف المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بالصحراء موقف ثابت»، مبرزا أن «المملكة العربية السعودية رحبت وتؤيد مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية. ونحن نأمل في أن يكون هناك حل عاجل في هذه الربوع». وقال مزوار إن هذه المباحثات كانت فرصة لتأكيد التضامن الكامل والمطلق للمغرب مع المملكة العربية السعودية، في سعيها لصد أي تدخل في شؤونها الداخلية ولدرء أي سوء قد يطال أراضيها أو يمس بها من قريب أو بعيد، موضحا أن الأمر يتعلق «بتأكيد مجدد قوي نابع مما بناه قادتنا منذ عقود ومن منطلق قناعتنا بأن العلاقة بين البلدين والمصلحة المشتركة بينهما ومسألة الاستقرار والأمن ،في محيط نعرفه جميعا، من بين ثوابت العلاقات بين بلدينا». كما أكد الوزيران على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة آفة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله مهما كانت مبرراته ودوافعه ووسائله، وضرورة العمل على المزج بين ما هو أمني وفكري وتنموي، لأن الأمر يتعلق بآفة متشعبة، معتبرين أن «المقاربة الأمنية لوحدها ليست كافية» وللإشارة، فإن هذه أول زيارة رسمية، لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير إلى المغرب، منذ تسلمه منصبه.