أبرزت قضية الكاروشي لاعب الرجاء البيضاوي وبالواضح غياب مصداقية لجنة العقوبات والتأديب بالجامعة بعد عجزها أو ترددها في إصدار حكم بالسرعة التي قضت فيها في قضايا أكثر حساسية والمتعلقة بالأحكام الصادرة في حق العديد من الفرق وكان آخرها الحكم الصادر في حق الوداد البيضاوي. قضية الكاروشي لا تتطلب مزيدا من الوقت كما صرحت اللجنة بذلك للفصل فيها، لأن كل الدلائل متوفرة بدءا من التقارير الطبية القاضية بعدم مشاركته في المباريات لثلاثة أسابيع وتصريحات الطاقم الطبي للمنتخب المحلي وتصريح عبدالرزاق هيفتي الذي أبدى استغرابه بإشراك لاعب مصاب، كما أن طبيب المنتخب المحلي أكد لإحدى المواقع أنه مستاء لطريقة التعامل مع ملف كروشي وقال بالحرف " لقد حضر اللاعب لمعسكر المنتخب المغربي و تبين بعد الفحوصات أنه يعاني مشكلة كبيرة بالفخد و الكاحل و يستحيل الدفع به في أي من المباريات، وأخبرت طبيب الرجاء بالوضع، وبعدها بيومين شاهدت اللاعب كروشي يركض في ملعب محمد الخامس رفقة الرجاء وهو ما يمثل خطرا كبيرا على مستقبل اللاعب." . كل الوقائع تؤكد بالملموس أن هناك تجاوزا لقرارات طبية واضحة رغم أن فريق الرجاء أصدر بيانا برأ من خلاله ذمته و قال إن اللاعب حضر معافى للتداريب ولا يشكو أي نوع من الإصابات، وهو أمر لا يعفي الأخضر من مسؤولية تجاوز تقرير طبيب المنتخب المحلي الجهة الوحيدة المحولة للسماح للاعب بالمشاركة في المباريات، ورغم أنه أكد أن الكاروشي خضع لعلاج مكثف وأن الجهازين الطبي والفني للرجاء قررا إشراكه في المباراة أمام أولمبيك أسفي، وأن إدارة الرجاء تحرص على صحة لاعبيها وتحترم قرارات الجامعة والمؤسسات التابعة لها، وهو ما يحمل تناقضا واضحا بالاعتماد على رأي الجهاز الفني والطبي للرجاء دون الرجوع إلى الجهاز الطبي للمنتخب المحلي صاحب قرار عدم إشراك اللاعب. ورغم كل الوقائع والتصرحات والتقارير الطبية تصر اللجنة التأديبية بالجامعة على الهروب وتأجيل البث في الملف لتنضاف هذه القضية لملف المدرب بنهاشم مع اتحاد طنجة التي لا يعرف أحد مصيره رغم وضوح شروط العقد بين الطرفين. لا ندري إن كان خوف اللجنة في إصدار قرارها ناتج عن عدم إغضاب رئيس الرجاء الذي يوجد في وضع لا يحسد عليه أمام تواضع الأخضر في بطولة هذا الموسم، أم تجنبا للتصعيد المحتمل من طرف فريق أولمبيك أسفي الذي يصر رئيسه على التطبيق الحرفي للقانون الذي يمنع أي فريق من إشراك أي لاعب مصاب في المباريات. وإذا تحدثنا عن القانون فإننا سنكون مجبرين على مساءلة اللجنة بخصوص ما صرح به الكاروشي حين قال بأنه المسؤول عن لعبه أمام أسفي وأنه لم يتعرض لأي ضغوط من طرف الرجاء وأنه اتخذ القرار بقناعة مطلقة، وأضاف " لم أشك ولو لحظة بتقرير طبيب المنتخب لأني بالفعل لعبت وأنا مدرك أني أخاطر بالظهور وقد أحرم من لعب مسابقة الشان لو تفاقمت إصابتي... غامرت ولعبت المباراة وكل ذلك بحسن نية ولم أتوقع أن ظهوري سيكون سببا لإثارة أي نوع من المشاكل." لا نريد أن نستبق الأحداث ونصدر حكما ليس من اختصاصنا، بخسارة الرجاء لنقط مباراته أمام أسفي أو بإخلاء ذمته، بمعاقبة الكاروشي لتصريحاته أوالتغاضي عنها، لكننا نريد أن تمتلك اللجنة التأديبية الشجاعة لتصدر أحكامها ضد أي فريق مهما كانت قيمته إن هو خرق القانون، كما حصل في موسم سابق حين خسر أولمبيك أسفي مباراته أمام المغرب الفاسي بإشراكه الحارس سيبوس ضدا على رخصة طبيب الفريق الوطني. فهل هناك فرق بين الرجاء وأولمبيك أسفي؟ سؤال ننتظر الإجابة عنه من طرف اللجنة التأديبية للجامعة حتى لا نصدق أنها تكيل بمكيالين وأن الفرق لا تتساوى في الحقوق.