زارت مؤخرا قافلة الإعلام والصحافة التي تنظمها أكاديمية الجهة الشرقية، مجموعة من المؤسسات التربوية والوحدات المدرسية بنيابة بركان، والتي عرفت إنجاز مشاريع تربوية مهمة بشراكة بين النيابة الإقليمية وبعض الجمعيات المهتمة بالقضايا الاجتماعية والتربوية وبعض القطاعات الحكومية تهدف إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي خصوصا في الوسط القروي. في البداية توجهت القافلة نحو مجموعة مدارس الإمام الطبري بالجماعة القروية لتافوغالت ، وبالتحديد إلى فرعية « تغاسروت» التي تقع في قلب السلسلة الجبلية لبني يزناسن والتي يدرس بها 34 تلميذا وتلميذة يأتونها من مناطق نائية بجماعتي تافوغالت وزكزل،حيث اطلع الوفد الصحفي على المشروع الذي أنجز بهذه الفرعية بفضل العمل التشاركي بين النيابة الإقليمية وجمعية البيئة والإنسان ببركان والجماعة القروية لتافوغالت، ويتمثل في إصلاح حجراتها وبناء مرافق صحية ومطعم وتجهيزه بما يلزم من أدوات الطبخ لتوفير وجبات ساخنة وتعويضها بالوجبات الباردة . لكنه بالرغم من هذه الإصلاحات والتجهيزات المهمة، فإن هذه الوحدة المدرسية لاتتوفر على الكهرباء ولم يتم تزويدها بمواد التدفئة (حطب أو فحم حجري)،مع العلم أن حجراتها الدراسية تتوفر على مواقد للتدفئة ،الشيء الذي يؤثر سلبا على صحة التلاميذ إذا علمنا أن هذه المنطقة معروفة بطقسها البارد جدا في فصل الشتاء . وللإشارة، فإن هذا المشروع التربوي ، كما صرح لنا رئيس « جمعية البيئة والإنسان» ، هو جزء من مشروع اجتماعي مندمج بالمنطقة تساهم في تمويله «منظمة التعاون من أجل السلم «و»بلدية كانتا بريا»الاسبانيتان ، يهدف إلى خلق أنشطة تنموية بالقرب من المؤسسة التعليمية تستهدف نساء المنطقة ، وذلك لمساعدة الأسر على تعليم أبنائها وتنمية الوعي لديها بأهمية التمدرس .» ومن هذه المنطقة الجبلية توجهت القافلة نحو سهل تربفة الغني بتنوع فلاحته وخصوصا الحوامض والخضروات، حيث قامت بزيارة مشروع تربوي نموذجي تم انجازه في السنة الماضية بمجموعة مدارس موسى بن نصير بالجماعة القروية لأغبال ،يشتمل على بناء 4حجرات جديدة بفرعية»لمريس» وتزويدها بالإنارة بواسطة الألواح الشمسية ، وإحداث مرافق صحية وحديقة، وبناء 3 سكنيات للمدرسين ، وقد ساهم في انجاز هذا المشروع وتجهيزه وتمويله، كل من النيابة الإقليمية لبركان وجمعية البيئة والإنسان ببركان ومنظمة التعاون من أجل السلم الاسبانية والتعاون الوطني . وبإعدادية أغبال بنفس الجماعة زار ممثلو الصحافة بالجهة الشرقية مشروعا تربويا يتمثل في إحداث مرقد خاص للتلميذات القرويات بهذه المؤسسة يتوفر على جميع المرافق والتجهيزات الضرورية، يأوي 42 تلميذة . وقد مكن هذا المشروع، الذي أنجز قبل أربعة مواسم دراسية بشراكة بين النيابة الإقليمية وجمعية شمس للبيئة والمواطنة»بأحفير وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،من تقليص نسبة الهدر المدرسي بالنسبة للفتيات القرويات حيث كانت العديد منهن يتوقفن عن الدراسة مبكرا أو في أحسن الأحوال عند نهاية الدروس الابتدائية بسبب بعد الإعدادية وعدم توفر وسائل التنقل وحالة العوز التي تعيشه معظم الأسر القروية بالمنطقة ..مدير المؤسسة الذكورة أبرز في سياق عرضه لأهداف المشروع ومراحل إنجازه وأسباب نجاحه، الجهود الكبيرة التي بذلتها المؤسسة بتعاون مع المجلس القروي لجماعة أغبال والسلطة الإدارية لإقناع الأسر بتسجيل بناتها بهذا المرقد لمتابعة دروسهن الثانوية وذلك من خلال الزيارات التي كانوا يقومون بها للدواويروالمداشر. وفي ختام هذه الجولة توقفت القافلة عند مدرسة ابن الهيثم بالجماعة الحضرية لأحفير حيث اطلع الوفد الصحفي على بعض الأنشطة الترفيهية والتربوية التي أبدعها تلاميذ هذه المؤسسة.