1) وأخيرا تكلمت شهرزاد بعد صمت طويل لكن شهريار باغتها بصفعة تمردت شهرزاد ،لأنها لم تتعود سوى على القبلات فحكم عليها أن تتكلم خارج المعنى .. 2) قالت شهرزاد احتمال كبير أن أقفز الليلة من نهاية الرغبة مادامت هناك إمكانية التحليق كحمامة .. فعلت ذلك و دعت الريح للعبث بأزرار قلبها فجاءها صوت رقمي : «لا توجد أصابع بالحرارة التي تطلبينها « هكذا تخيلت شهرزاد نفسها قبل الحكاية لكن شهريار حركها بقوة وهي غارقة في تقمص الدور... 3) قالت شهرزاد حين كانت المرأة تتوضأ للصلاة نظرت إلى الماء الذي يقطر من كفيها ثم خاطبت نفسها مرتعشة : «كل هذه الذنوب كانت عالقة بنفسك أيتها المرأة...؟» كانت شهرزاد ترتعش كأنما هي تتحدث عن نفسها لكن شهريار كان ينتظر بصبر.. نهاية الحكاية بينهما 4) قالت شهرزاد بعد ما أنهت المرأة صلاة الفجر تذكرت بأن عليها كتابة خاطرة راودتها - قبل أن تعود لصلاة الصبح و حين انتهت من كتابتها، حاصرتها فكرة أخرى و أمرتها بالوضوء من جديد .. كي تتطهر من غواية الكتابة قالت شهرزاد بأنها تقصد بهذه الحكاية إحدى صديقاتها فقط ... لكن شهريار يفهم شهرزاد أكثر .. لهذا اكتفى بضمها وحثها على الكتابة 5) قالت شهرزاد أعجبته القطة ... استدعاها لوليمة لحم طفقت تأكل وتأكل دونما اهتمام ما إن شبعت ،نظرت إليه مليا ثم هربت .. في الغد ، وفي نفس الموعد أخذها الجوع لنفس المكان.. وجدت الصحن في انتظارها .. أما هو فكان يختبئ قريبا منها، كي يظهر في الوقت المناسب .. أستغرب شهريار حكاية شهرزاد، لأول مرة تكون قطة موضوع حكايتها قال في نفسه : هي بالطبع لا تقصدني ،فأنا لا أحتاج أن أختبئ كي أظهر ... فكل الأزمنة تناسبني .. لكن شهرزاد كانت تعي تماما ماذا تقصد ... 6) قالت شهرزاد أعطت الجارية تفاحة للخليفة الذي تم تنصيبه علي التو فقال لها : أنا أحب اليد التي تمد، اكثر من التفاح .. ثم عض طرف كفها كما يعض تفاحة فقالت الجارية مبتهجة : -هكذا يتعلم مولاي فن التعاطي مع تكاليف الخلافة أعتدل شهريار في جلسته ثم استرجع حكاية القطة في ذهنه، فأحس بنوع من الخجل .. فشهرزاد هي من كانت يومها تحمل طبق التفاح قبل أن تصبح جاريته المفضلة 7) قالت شهرزاد حين أدخلوه إلى الزنزانة الضيقة ،كانت أول مرة يشعر فيها بطعم الحرية و شساعة المكان فتح ذراعيه واستنشق كثيرا من النتانة التي تغمر الغرفة ثم انبطح على الأرض وصاح بأعلى صوته «الله ..ما أوسع الأرض حين يتخلص أي رجل من شخص يسد عليه منافذ الحياة» تفقده الحارس في خوف ثم ترك له الباب مواربا.. أما هو، فنزع معطفه ثم فردتي حذائه على مهل توسد حلمه ..ونام ملء قلبه توسد شهريار فخد شهرزاد وحاول أن يعطي للحكاية طعما آخرا 8) قالت شهرزاد حين عاد من الحرب برجل واحدة وعكازين استقبله كل الناس بشفقة إلا هي ،ابتسمت في وجهه طويلا ...إلى أن انهارت في النهاية منحها عكازا، وطلب منها أن تتحلي بالتضحية من أجل هذا الوطن الذي عاد إليها ماشيا علي ثلاثة أرجل... كان شهريار لا يزال يتوسد فخد شهرزاد .. وكانت شهرزاد تتمادى في الغوص في تاريخ الوطن لكن شهريار كان هادئا هذه المرة ..فهو لم يكن ذات مرة جندي حرب 9) قالت شهرزاد رأى نفسه في الحلم مقتوﻻ والدم ينزف من جسده ،فاستيقظ مضطربا استجمع قواه،أخرج المسدس الذي قتل به من تحت حزامه .. قرر أن ﻻيمهل عدوه وأن يكون البادئ بالقتل.. فدق على باب الغرفة المجاورة.. انتفض شهريار ثم قال وهو يحاول قطع الحكاية: أريد أن أنام ،كفى من الحديث عن القتل والدم هل لك أن تختاري مستقبلا ما يناسب أمسيات السلطان ؟ 10)قالت شهرزاد كانت المرأة صانعة ماهرة للحلوى وكان هو كلما دخل إلى المطبخ أكل من كل الأصناف بعينيه ثم ذهب ليحقن نفسه بالأنسولين كان السلطان يعاني منذ زمن من فقدان المناعة النفسية لهذا قال لشهرزاد - أفكر جديا في اتباع ريجيم غذائي وممارسة رياضة الركض كي أخفف من وزني، فانفجرت شهرزاد ضاحكة ..أما شهريار فلاحت منه نظرة غضب حادة ... ماذا تفعل شهرزاد كي ترضي السلطان ؟