تعادل فريق شباب الريف الحسيمي، الجريح، بملعب الفتح بالرباط أمام الجيش الملكي، المنتشي بنتائجه الإيجابية منذ ست دورات، جعلت شباب الريف الحسيمي ينعم بجرعة أوكسجين مهمة، وبالتالي يبتعد عن النحس الذي لازمه منذ الدورات الأربع الأخيرة، التي حصد خلالها أربع هزائم، والتي كانت سببا كبيرا في نفور جماهير الفريق الريفي من المدرجات، وهي التي كانت سندا قويا له. وإذا كانت الجماهير قد تركت شباب الحسيمة وحيدا، فإن لاعبي الفريق لم يتركوا مدربهم، مهددا بالإقالة، ويمكن القول بأنهم "تقاتلوا" من أجل العودة بنتيجة إيجابية أمام فريق الجيش الملكي، ويعتبر ذلك نبلا كبيرا منهم اتجاه مدربهم التونسي كمال الزواغي، وهذا عكس ما يقع في بعض الفرق التي يتحالف لاعبوها من أجل إغراق المدرب وتعريضه للإقالة. من خلال أطوار المقابلة، ظهر جليا بأن فريق شباب الريف الحسيمي لم يتأثر بالحضور الجماهيري الكبير للإلترات العسكرية، التي ملأت كل المدرجات المخصصة لها ولم تتوقف عن تشجيع الزعيم طيلة المباراة، بالرغم من الأداء الباهت للفريقين خلال الشوط الأول، الذي كان تكتيكيا بشكل صارم، جعل المباراة تدخل خانة الرتابة. لكن الشوط الثاني، دخله الفريقان بحيوية كبيرة وبرغبة ملحة في الوصول إلى الشباك. هذه الرغبة حققها لاعب الجيش الملكي النغمي في الدقيقة 48، حيث سجل الهدف الأول للفريق العسكري بعد تسلمه كرة على المقاس من قدم اللاعب الشاكير، وعوض أن يحتفظ المدرب روماو بلاعبيه، اضطر في البداية إلى تغيير اللاعب العمراني، وبعدها "وبكوتشينغ " غريب يغير كلا من الشيخي، الذي كان قويا في الدفاع ومساندا في الهجوم، ويدخل خابا، تم يخرج بعد ذلك أنور ويدخل الطاير. التغييرات كانت محط احتجاج كبير من طرف الإلترات العسكرية. وعلى إثر هجوم مضاد لفريق الحسيمة يتصيد اللاعب لمباركي خطأ على بعد أمتار من مرمى الحارس الحواصلي، ولينفده صاحب الاختصاص، اللاعب لمباركي، في الدقيقة 64 بتسديدة مركزة في الزاوية البعيدة، لم تترك للحارس الحواصلي إلا الحق في متابعتها بعينيه فقط، ومن دون أية ردة فعل. هدف التعادل، جعل لاعبي الفريق العسكري يضغطون أكثر، وأثمر الضغط عن هدف ثان من برحمة في الدقيقة 75 . هدف التقدم جعل لاعبي فريق الحسيمة يضاعفون الجهد وبلياقة بدنية عالية، وأصبح ضغطهم يزداد على مرمى الحارس الحواصلي، الذي استقبل الهدف الثاني في الدقيقة 85 من رأسية من اللاعب جينيور. هدف التعادل كان أكبر هدية قدمها اللاعبون لمدربهم الزواغي، الذي أصبح - ولو مؤقتا- بعيدا عن ضغط النتائج السلبية.