هي طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات، لا تبدو مختلفة عن البنات اللائي هن في سنها، وحتى عند ملاقاتها فإن الشغب الطفولي واللهو والمرح يكون هو المتحكم في سلوكاتها وممارساتها، إلا أنه عند التدقيق في أحوالها الصحية ستجد أن هذه الطفلة البريئة تعاني من مرض سرطان الدم الذي يفرض عليها أن تخضع لثلاث حصص شهريا من العلاج الكيماوي، حصص لايكون بإمكانها الاستفادة منها في التوقيت المحدد لها دوما، بالنظر إلى حالة العوز والفقر التي تعيشها رفقة أسرتها التي تنطبق عليها كل مواصفات الهشاشة والإقصاء الاجتماعي. ليست مروة سوى ابنة مضرم النيران في جسده بحي النخيل يوم 22 يناير 2011، ويتعلق الأمر بمحمد بالريسول أب لستة بنات ضمنهن مروة التي أصيبت بهذا المرض منذ 3 سنوات، والتي باع كل ما يملك من أجل أن يوفر لها مصاريف العلاج التي كانت تصل خلال السنة الأولى إلى حوالي 4500 درهم، ثم تقلصت بعد ذلك لتصل إلى حوالي 1500 درهم للحصة ضمنها مصاريف التحاليل والأدوية، والتي رغم ذلك فإنه لم يقو على تمكينها من العلاج، وهو ما أصابه بالإحباط حين وجدها أمامه تتقيأ دما يوم الخميس 21 يناير وكان مطالبا بنقلها إلى المستشفى يوم الجمعة، وعوض ذلك وبالنظر إلى عجزه عن توفير المبلغ المطلوب، توجه صوب منزل عمه للمطالبة بحقه في الميراث، عله يسعفه في إنقاذ فلذة كبده، إلا أنه أمام تعنت العم، وفق رواية أسرة مروة، صب على جسده مادة الدوليو عليه وأضرم النار في جسمه. واليوم فإن مروة ليست احسن حالا بل هي في أسوأ حالاتها فحتى الأب الذي قد يمكنه تدبر أمر معيشتها وتوفير الدواء لها بصيغة أو بأخرى، فإنه يرقد في المستشفى بين الحياة والموت، في حين تتدهور وضعيتها الصحية يوما عن يوم، في انتظار من يشفق لحالها ويتدخل لمساعدتها، ملتمسة أريحية المحسنين وذوي النيات الحسنة وجمعيات المجتمع المدني أو الجهات المعنية، لتخفيف الألم عنها وإنقاذ حياتها.