دعا مشاركون في ندوة يوم الخميس بالرباط حول مأساة المعتقلين والمحتجزين بمخيمات تندوف، المنتظم الدولي إلى التحرك العاجل والحازم من أجل فك الحصار عنهم ووضع حد لمعاناتهم. وطالب المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمه "تجمع أسر المفقودين والمحتجزين المغاربة بمعتقلات تندوف" تحت عنوان "هل سمع العالم نواح وصراخ ومأساة ضحايا النظام الجزائري في حق المغاربة بمعتقلات تندوف"، بمقاضاة النظام الجزائري وقادة (البوليساريو) على الانتهاكات والجرائم التي اقترفوها في حق المعتقلين بالمخيمات، ورفع الحصار عن المحتجزين وتمتيعهم بكافة حقوقهم. واستنكر المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي حضره فاعلون جمعويون وأكاديميون ومعتقلون وأسرى سابقون لدى (البوليساريو)، استمرار النظام الجزائري في التدخل في شؤون الدول المجاورة، في الوقت الذي يسخّر مقدرات الشعب الجزائري من أجل دعم عصابة (البوليساريو) عوض صرفها في إنهاء معاناة الشباب الجزائري من البطالة وغلاء المعيشة. وأبرز رئيس «تجمع أسر المفقودين والمحتجزين المغاربة بمعتقلات تندوف»، ميلود خليل، دور المجتمع المدني في كشف خطورة الانتهاكات المرتكبة في حق المعتقلين والمحتجزين في مخيمات تندوف أمام الرأي العام الدولي، وفضح زيف الادعاءات الجزائرية التي تتخذ من حقوق الإنسان مطية لمعاداة الوحدة الترابية للمملكة وتحقيق غايات سياسية. وتم بالمناسبة تسليط الضوء على جانب من معاناة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها (البوليساريو) في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، وتقديم شهادات حية لعدد من ضحايا هذه الانتهاكات وأفراد أسر المفقودين والمحتجزين بهذه المخيمات. واستعرضت الشهادات معاناة أسر وعائلات المفقودين، مطالبة بتحميل السلطات الجزائرية مسؤوليتها في كشف مصير أبنائها وأزواجها. وكان التجمع قد نظم عدة أنشطة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، منها على الخصوص وقفة مطلبية وحقوقية أمام مقر الأممالمتحدة بالرباط رامت فضح انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها وترتكبها (البوليساريو) والنظام الجزائري في حق المغاربة، بصفة عامة، والمحتجزين بمخيمات تندوف جنوبالجزائر على وجه الخصوص. يذكر أن (البوليساريو) حركة انفصالية أنشئت سنة 1975 من طرف الجزائر التي تمولها وتحتضنها فوق أراضيها، وتسعى لإنشاء دويلة وهمية في المغرب العربي وعرقلة أي تسوية للنزاع ومختلف الجهود الرامية إلى الاندماج الاقتصادي والأمني الإقليمي.