علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن ابتدائية خنيفرة قررت تأجيل محاكمة مغني الراب ياسين فلات، المعروف ب «ياسين المنتقم»، إلى يوم الأربعاء 9 دجنبر المقبل، المصادف لليلة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وكانت ذات المحكمة الابتدائية قد استأنفت نظرها في هذا الملف يوم الأربعاء 14 أكتوبر المنصرم، ومتابعة المعني بالأمر في حالة سراح، على خلفية تسجيله لفيديو كليب اعتبرته الشرطة محرضا على العنف وماساً بجهاز الأمن، بناء على ما تضمنه من كلمات قوية، ولم يكن متوقعا أن يتصل ياسين بجريدتنا للتأكيد على أنه فوجئ يوم 23 أكتوبر الماضي بحذف شريط فيديو له من موقع «اليوتوب» بعد أسبوع فقط من بثه، وينتقد فيها ارتفاع الأسعار والفساد المالي ومظاهر البطالة والفقر والهشاشة واتساع الحرمان من العيش الكريم. وكانت شرطة خنيفرة قد اعتقلت الرابور ياسين المنتقم، بتعليمات من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بخنيفرة، وعرضه على التحقيق قبل إحالته على وكيل الملك، يوم الأحد 16 غشت الماضي، حسب المعطيات المتوفرة حينها، وذلك بسبب شريط غنائي (فيديو كليب) تم تعميمه على موقع «اليوتوب»، ما أثار جدلا واسعا بين مكونات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية لارتباط ملف القضية بشكل من محاكمات حرية الرأي والتعبير والمسافات الفاصلة بين القوانين وممارستها، والحقوق التي يضمنها الدستور الجديد. وكم ظل الرأي العام يتطلع إلى ملامسة حقيقة التهم الموجهة إلى المغني المعني بالأمر منذ وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، إلا أن مصادر شبه مؤكدة أفادت أن اعتقال المتهم تم بناء على ما تضمنه الشريط من كلمات قوية اعتبرتها محرضة على العنف، ومسيئة لها بالنظر لما تحمله من عبارات القذف والشتم في حقها، ولم يعثر أحد على أدنى جواب بخصوص خلفية تحريك المتابعة في حق المغني المذكور. الفيديو الغنائي الذي كان سببا وراء اعتقال مغني الراب، ياسين المنتقم، واطلعت عليه «الاتحاد الاشتراكي»، يحمل عنوان «كورسيكا»، ويعني به حي «الكورس» الشعبي الذي يسكنه ويمارس فيه مهنة الحلاقة منذ مدة طويلة، وقد لقي الشريط/ الفيديو إقبالا كبيرا من طرف متصفحي الشبكة العنكبوتية، يظهر فيه المغني المذكور وهو بحي شعبي، ووسط شبابه التائه بين الفراغ والبطالة و»الحشيش»، ثم صور لسيارات الشرطة، و»كورسيكا» التي يصفها بحومته المحصنة، حيث انتقد السلطة والفقر والواقفين وراء إغراق الشباب في المخدرات و»القرقوبي»، والمعاقبين لكل من يجهر بالحق، إلى غيرها من الكلمات التي كانت كافية لوضع ياسين في خانة المغضوب عليهم من طرف السلطات.