يعدّ جفاف العينين من أحد أكثر مشاكل العيون انتشاراً، وهو لا يعتبر مشكلا كبيرا بحدّ ذاته إذ يمكن اللجوء لاستخدام المرطبات المخصصة للعين، إلا أنه في بعض الأحيان قد يستدعي اللجوء إلى طبيب العيون. والمقصود بجفاف العيون أن كمية الدمع المتواجدة لا تكون كافية لترطيب العين، وهي العملية التي تعتبر ضرورية لصحتها وللحفاظ عليها من الملوثات والالتهابات ومن تجريح القرنية. وتتعدد أسباب جفاف العيون، فمنها ما هو ناتج عن الظروف الحياتية والممارسات التي نقوم بها يومياً، ومنها ما هو عضوي، أما أعراض جفاف العيون فهي الأخرى متنوعة، على اعتبار أن جفاف العيون يتسبّب في الشعور بالحرقة والحكّة في العين، وقد يشعر الشخص أحيانا كما لو أن شيئا ما يخز عينيه، ويكون هذا الشعور بالوخز أمراً مزعجاً للغاية، إضافةً إلى حدوث تشويش بالرؤية، وقد يصاحب جفاف العينين إفراز الدّمع لفترات طويلة، كما يمكن أن نجد أحيانا ما يشبه خيطا من المخاط حول العين وحتى داخلها، ويمكن للمصاب/المريض أن يشعر بأن عينيه قد أُجهدتا بعد القراءة أو مشاهدة التلفاز لفترة قصيرة جدا. وفي السياق ذاته فإن جفاف العين قد يكون كنتيجة لاستخدام شاشة الحاسوب والتحديق بها لفترات طويلة، إذ تبيّن أن الأشخاص الذين يستعملون جهاز الحاسوب ولفترات طويلة ينسون الرمش، وذلك لأن معدل رمش العينين هو من 7 إلى 8 مرات في الدقيقة الواحدة، ومن يستعملون الحاسوب يكون معدل الرمش لديهم لا يتجاوز مرتين في الدقيقة الواحدة، فهم كنتيجة للتركيز على هذه الشاشات ينسون تلقائيا هذه العملية المهمة من أجل توزيع السائل المرطب للعين على أجزائها كافة فتصاب نتيجة لذلك بالجفاف، وهذا الأمر ينطبق كذلك على مشاهدة التلفاز لفترات طويلة، وأي خطوة أخرى تتطلب التركيز أيضا لفترات طويلة. ومن الأسباب الأخرى التي تتسبب في جفاف العينين ، نجد التعرض للريّاح وللهواء الجاف سواء كان بارداً أو حاراً، وكذلك التعرض لهواء المكيفات والمراوح بشكل مباشر، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة العمل على الابتعاد عن مصادر الهواء هذه، فإذا كان المكيّف في المكتب أو البيت يجب تغيير مكان الجلوس بحيث لا يكون موضع الشخص وموضع عينيه مقابلا لجهاز التكييف، كما أن الارتفاعات الشاهقة تتسبب في جفاف العينين، كما هو الحال عند تسلّق الجبال أو حتى عند ركوب الطائرة. وإلى جانب ماسبق فإن جفاف العينين قد ينتج أيضا كنتيجة لخلل في كميات المواد التي تنتج الدمع وتوازنها في السائل، فسائل الدمع يتكون من الماء والبروتينات والمواد الدهنية، وبالتالي فإن أي خلل حاصل في أي من هذه المواد سيتسبب بدوره في خلل في تركيب مادة الدمع. وقد يكون الخلل كنتيجة لقلّة المادة الدمعية في العين لسبب أو لآخر، كما أن سبب جفاف العينين قد يكون كنتيجة لنقص في بعض العناصر الهامة والضرورية للعين مثل مادة الأوميجا 3، وفيتامين «أ»، أخذا بعين الاعتبار أن عمليات تصحيح البصر هي الأخرى قد تتسبب بجفاف العينين وكذا استخدام العدسات اللاصقة لفترة طويلة.