احتضن مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء ، يومي فاتح وثاني شتنبر الجاري، فعاليات الدورة الأولى لمعرض الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال(ميبا شو موروكو). ، الذي ينظمه اتحاد الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشراكة مع المكتب الوطني للمطارات. المعرض الذي يعد حدثا من نوعه في شمال إفريقيا بعدما خرج لأول مرة من مدينة دبي ، شهد مشاركة 57 مقاولة عارضة، غير أن المنظمين لم يتمكنوا في المقابل من عرض سوى 6 طائرات يتيمة ، والحال أن علي أحمد النقبي الرئيس المؤسس لاتحاد الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (ميبا)، كان قد وعد في وقت سابق باستقطاب أزيد من 25 طائرة لمعرض الدارالبيضاء غير أن هذا الهدف لم يتحقق لأسباب لم يتسن لنا الوقوف عليها. أحد المشاركين في المعرض صرح لنا بأن التظاهرة التي احتضنها مطار محمد الخامس الدولي أمس وأول أمس تسعى إلى مواكبة النمو والدينامية الكبيرة التي يشهدها قطاع الطيران بالمغرب حاليا. كما اعتبر أن تنظيم هذا الحدث الكبير بالدار البيضاء يعكس اعترافا بالتطور المشهود الذي حققه قطاع الطيران بالمملكة، ولاسيما على مستوى الاستثمارات الهامة التي ضخها كبار المصنعين العالميين لتجهيزات الطائرات في مجال الطيران الخاص، مضيفا أن حركة الطائرات بالمغرب ستصل إلى نحو 25 ألف رحلة سنويا. وحسب مجموعة إنفستيك الدولية المتخصصة في الأعمال المصرفية وإدارة الأصول فإن سفر رجال الأعمال في القارة الأفريقية شهد مؤخرا ارتفاعا في الطلب مع زيادة مستويات النمو في المنطقة وفرص التجارة والأعمال، كما أن طائرات رجال الأعمال تعتبر أداة ضرورية للقيام بالأعمال في أفريقيا . وعلى الصعيد الوطني و لمواكبة هذه التحولات ، شرعت مجموعة من شركات النقل الجوي، الخاصة بكراء الطائرات، منذ مدة في ممارسة نشاطها بالمغرب، وهو ما فتح الأجواء المغربية على نوع جديد من الملاحة الجوية موجه لرجال الأعمال والدبلوماسيين والسياح. ومع ذلك فإن بلادنا مازالت متأخرة بكثير في هذا النوع من الملاحة الجوية مقارنة مع أمريكا وأوربا، وهو تأخر ينسحب على معظم الدول الإفريقية، حيث لا تمثل القارة السمراء سوى 2% من الطيران العالمي الخاص بالأعمال والسياحة. وفي المغرب لم يتحرك هذا القطاع رغم تنظيمه منذ ما يزيد عن 20 سنة، بالرغم من توفرالسوق المغربي على مؤهلات اقتصادية وسياحية واعدة، حيث لا يتعدى عدد الشركات العاملة فيه عدد أصابع اليد، كما أن رقم معاملاته لايزيد عن 50 مليون درهم ، مع العلم أن الطلب على الرحلات الخاصة ما فتئ يتزايد، غير أن قلة وصعوبة الاستثمار في هذا القطاع تحد من انطلاقته الفعلية. في هذا السياق أكد لنا شكيب الحريشي، رئيس شركة »ألفا إير« للنقل الجوي الخاص، أن هناك واجهتين تتجاذبان هذا القطاع، ففي الوقت الذي تقوم فيه الدولة بمنح الرخص وتقديم المساعدات وتشجيع المستثمرين، تقف العراقيل التقنية والادارية في وجه شركات النقل الجوي الخاص. أما بالنسبة لطيران رجال الأعمال، فإن زبناءه عندما يلجأون لكراء هذه الطاكسيات الجوية، إنما يدفعون ثمنا مرتفعا ل»شراء الوقت« قبل أي شئ آخر، غير أن طول الاجراءات والتراخيص الإدارية التي تواجههم قبل وبعد إقلاع الطائرات، يضيع على هؤلاء الزبناء وقتا طويلا وثمينا، كما يضيع على هذا القطاع فرصة الإقلاع أيضا.