جدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا بيرناردينو ليون، الأربعاء أمام مجلس الأمن، التأكيد على امتنانه للمغرب لدعم مسلسل الحوار بين الأطراف الليبية، الذي توج، بداية يونيو الماضي، بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق سياسي لإنهاء الأزمة بليبيا. وانطلقت أمس بمدينة الصخيرات جولة جديدة لمباحثات الحوار السياسي الليبي، أعلن المؤتمر الوطني العام بطرابلس عدم المشاركة فيها وقال ليون، خلال تقديمه تقريرا موجزا أمام الأعضاء الخمسة عشر بمجلس الأمن .. «أود أن أعرب عن شكري الخالص وامتناني العميق للقادة الليبيين، وكذا إلى البلدان التي دعمت مسلسل السلام»، مشيرا في هذا السياق إلى المغرب ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا وقطر وتونس وتركيا وسويسرا. ونوه بأن مسلسل السلام، الذي انطلق قبل حوالي سبعة أشهر، نجح إلى حد كبير في التقليل من مناخ انعدام الثقة الذي كان يوجد بين الفاعلين السياسيين بليبيا، والتوصل إلى اتفاق حول خارطة طريق ترسم السبيل نحو الخروج من الأزمة السياسية ووضع حد للنزاع المسلح الذي يجتاح ليبيا منذ سنة. وأشاد ليون بالعدد المتزايد للفاعلين الليبيين الراغبين في الانضمام إلى مسلسل المفاوضات وهو ما يعتبر «مؤشرا مطمئنا» على الدعم الذي يحظى به المسلسل بين مختلف أطياف الشعب الليبي. واعتبر الدبلوماسي الأممي أن مسلسل المفاوضات يشكل «الخطوة الشرعية» الوحيدة التي يمكن من خلالها لليبيين أن يضمنوا استمرار الانتقال الديموقراطي الذي انطلق ببلدهم، مؤكدا أن المسلسل أبان عن مرونة في مواجهة مناورات بعض الأطراف التي كانت تسعى لإفشال العملية. بهذا الصدد، ناشد القادة الليبيين بمجلس النواب والمؤتمر الوطني العام إلى اغتنام الفرصة «الوحيدة والتاريخية» ليصبحوا من صناع السلام. من جهة أخرى، أشار ليون إلى أن إرادة وعزم المجموعة الدولية سيكونان حاسمين من أجل تسوية الأزمة الليبية، داعيا محفل الأمم إلى تقديم، بشكل عاجل، استراتيجية واضحة لدعم جهود الحكومة الوطنية الرامية إلى «احتواء والقضاء على تهديدات الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدا ليس فقط لليبيا، بل إلى المنطقة والعالم بأسره». كما عبر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا عن تفاؤله حيال استعداد البرلمانين المتنافسين في البلاد للموافقة على تشكيل حكومة وحدة بحلول منتصف سبتمبر أيلول في خطوة ضرورية لإنهاء الأزمة السياسية والصراع العسكري. وتسعى الأممالمتحدة لإقناع الفصائل المتحاربة في ليبيا منذ شهور بتشكيل حكومة وحدة ووضع نهاية للقتال في أرجاء البلاد بعد أربع سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي. وتسببت الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا والحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها في اصابة اقتصاد البلاد المعتمد على النفط بالشلل كما أن معظم أنحاء ليبيا تعيش في حالة من الفوضى وتديرها جماعات مسلحة متحالفة مع إحدي الحكومتين. وقال برناردينو ليون في مقابلة مع تلفزيون فرانس 24 بثت في وقت متأخر الليلة قبل الماضية «مازلت على قناعتي بأننا في العاشر من سبتمبر أو نحو ذلك سيكون بمقدورنا التوصل إلى اتفاق نهائي.» وقال ليون «هنالك مسائل مهمة (عالقة) عند كل طرف لكنني أعتقد أننا لم نكن على مقربة (من الاتفاق) كما نحن الآن وسيكون أمرا مأساويا ألا نتمكن من التوصل لاتفاق في وقت... تتقارب فيه مواقف الطرفين بشدة.» ويدعو اقتراح الأممالمتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لمدة عام تمارس السلطة التنفيذية في البلاد.