تكاد الانتخابات الجماعية برسم سنة 2015 تبرز بجهة درعة تافيلالت المحدثة نزعات من الميز العنصري، في الأوساط القبلية المغلقة التي لا تزال فيها العشيرة تتسلط، ويزداد وقع تسلطها كلما تمكنت بالنسب الطيني أو باللباس الإيديولوجي، الذي طفق يتخذ، في وقته، لون الإسلام الثقافي. برزت سلوكات قديمة، أو على الأقل، حصلت ملاحظتها، مما يفيد أن لاشيء تغير في هذا الجزء المهمش من الوطن. ففضلا عن العنف الذي تعرض له مرشح بالدائرة الانتخابية رقم 12 بجماعة بوزمو، إملشيل، بإقليم ميدلت، لا لشيء سوى أنه يمثل العشيرة الأكثر عددا في الدائرة الانتخابية المذكورة، والتي تغطي جزءا من المجال المعمر بقصر (دوار) أكدال، برز إقصاء منافسين محتملين من الترشيح في الدائرة الانتخابية رقم 05 بجماعة امزيزل، بإقليم ميدلت، لممارستهم العمل الجمعوي واهتمامهم الفائق بالشأن المحلي، وانتمائهم لقصر (دوار) الأقليات العرقية زاوية سيدي بوكيل. جرى إقصاؤهم بالتشطيب عليهم في اللائحة الانتخابية، دون إخبارهم في بحر شهر أبريل الماضي لينظروا في وضعهم. ولم ينج.. السياسيون المنتمون لأحد الأحزاب الوطنية واليسارية من هول التشطيب، فقد طالت التشطيب مناضلين في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأرفود منهم من أدرك الضرر بالصدفة، ومنهم من غفل عما فُعل به إلى أجل قريب غير مسمى. احتج مرشحان اثنان بمنطقة أرفود كلاهما يبتغي الترشيح باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أحدهما طبيب بالمستشفى المحلي بأرفود، كان تقدم للترشيح في الدائرة الانتخابية رقم 07 بأرفود، فرفض طلب إيداع ملف ترشيحه بعلة عدم توافر شهادة التسجيل. ولئن كان يزاول عمله بانتظام بأرفود، ويقدم المساعدات، ويضحي في بنية تحتية صحية هشة، فقد كان تبرير التشطيب عليه، غياب أي رابطة تربطه بحاضرة أرفود، الجماعة الحضرية أرفود بالضبط، والثاني أستاذ السلك الثانوي التأهيلي بأرفود، ومستشار جماعي بجماعة عرب الصباح، ووجه معروف بآدائه، كان تقدم بإيداع ملف الترشيح لدى السلطة المحلية المتمثلة في قيادة عرب الصباح زيز، أرفود، عن الدائرة الانتخابية رقم 03 فرفض طلب إيداع ملفه لعدم توافر شهادة القيد، وكان التبرير غياب الرابطة بينه وبين محل إقامته بأرفود لمدة 30 سنة، وبينه وبين جماعة عرب الصباح زيز التي ولد فيها، ومازالت آثار نسبه الطيني بقصر (دوار) لمعاضيد واضحة. جرى أن تقدم كليهما بمقال إلغاء قرار رفض الترشيح ضد الجماعة الترابية ومن معها، وضد لجنة الفصل في اللوائح الانتخابية، وضد عمالة الرشيدية يوم 21 من شهر غشت من العام 2015 فكان الحكم بالسلب.