يوم الثلاثاء 16 يونيو 2015، في مدينة المحمدية، ناقشت بطلات مرموقات واقع الرياضة النسوية وتاريخها بالمغرب، وذلك خلال اللقاء الذي نظمته جمعية المحمدية للصحافة والإعلام. صفق الجميع في ذلك اليوم وبحرارة لبطلاتنا وهن يتحدثن ويقدمن عروضهن.. نوال المتوكل، ثريا أعراب، منى بنعبدالرسول، كريمة صلاح الدين، سارة البوشواري، نورة سحمود ، من ألعاب القوى مرورا بالتكواندو والملاكمة إلى سباق الدراجات.. صفق الجميع في تعبير يؤكد مدى ما نحس به من اعتزاز وفخر أمام ما قدمته المرأة المغربية في مجال الرياضة. في هذه السلسلة، سنكون على موعد مع كل المحطات التي قطعتها المرأة في العالم عموما وفي المغرب بشكل خاص، لتحرير مكانتها وموقعها في عوالم الرياضة.. في هذه السلسلة، الكلمة لبطلاتنا: o لنعد إلى التاريخ، هل تعتبر ألعاب القوى المحطة التي انطلقت منها المرأة لتحرير مكانتها في عالم الرياضة؟ n أجل، فمن الطبيعي أن تكون ألعاب القوى هي المحطة الأولى، فهي الرياضة الأقدم وهي الأولى التي مارسها الإنسان، ولنطلع على صفحات التاريخ سنجد أن ألعاب القوى (Athletics) تعود إلى كلمة يونانية Athlos ما يبين أن تاريخ مسابقات ألعاب القوى يرجع إلى أقدم العصور. وألعاب القوى تعتبر مقياسا لتقدم ونهضة الدول المتحضرة وذلك لأهميتها في مجال التربية الرياضية فهى أساس لجميع الانشطة الرياضية. و هي خير الوسائل لاعداد شباب قوى سليم. ومنذ نشأتها وبروزها ،يهيمن على جدول الألعاب أربعة أنواع من الأحداث: الملتقيات الكبرى، والملتقيات بين الأندية، والبطولات الوطنية، والبطولات الدولية الكبرى. الألعاب الأولمبية هي الحدث الأكثر شهرة دوليا، وهي تعقد كل أربع سنوات منذ عام 1896، ثم تليها بطولة العالم لألعاب القوى التي تعقد كل سنتين منذ 1991 فيما كانت أول دورة سنة 1983. منذ سنة 1982، كل أحداث ألعاب القوى تنظم من طرف الإتحاد الدولي لألعاب القوى. والمرأة شأنها شأن الرجل، جذبتها ألعاب القوى قبل أي نوع رياضي آخر، وذلك لعدة عوامل يبقى من أبرزها سهولة ممارسة ألعاب القوى وتيسر التوفر على آليات مزاولتها خاصة أنها لم تكن في الماضي تتطلب تجهيزات وآليات مكلفة. بفضل ألعاب القوى، أصبحت المرأة متساوية مع الرجل تقريبا من ناحية المشاركة بالمسابقات التي كانت محظورة عليها في السابق. مع ارتفاع حجم المسابقات، بات من الضروري جدا رفع مستوى الادارة والتدريب والتحكيم، ليتماشى مع الوضع الجديد، خصوصا أن هناك عوائق كثيرة تحول دون تكيف المرأة في التعامل مع الاداري أو المدرب أو الحكم من جنس الرجال، وتحديدا في معظم الدول العربية والاسلامية المحافظة. من هنا، فقد خصص الاتحاد الدولي ، حيزا كبيرا من اهتماماته لتعزيز دور المرأة في هذه المجالات. o وماذا قدمت ألعاب القوى في البدايات لصالح المرأة؟ n كان الاتحاد الدولي لألعاب القوى الأول من بين كل الاتحادات الرياضية الأخرى الذي عمل على إدماج منافسات للمرأة خلال الالعاب الاولمبية 1926. بعدها مباشرة، ارتفع النقاش حول أحقية المرأة في نيل مساحات جديدة في الرياضة،إذ أصبح لا يمكن الحديث عن عالمية ألعاب القوى دون إشراك المرأة . o لكن الأمر لم يكن بالسهل أمام المرأة؟ n أكيد، فقد كان على المرأة وكما أسلفت ذكره من قبل، مواجهة الصعوبات والتغلب على المقاومة الثقافية والسياسية، والمعتقدات والادعاءات. o ما هي مثلا التدابير التي اتخذها الاتحاد الدولي لألعاب القوى لصالح المرأة؟ n رغم كل الجهود المبذولة طيلة سنوات، قصد ضمان تنمية عالمية مستدامة لألعاب القوى وما واكبها من تدابير ، فمايزال الأمر بعيدا عن الطموح، أكيد هناك تطور ملموس لكنه يحتاج لعمل أكثر ومجهود إضافي. من تلك التدابير التي اتخذها الاتحاد الدولي لألعاب القوى، هناك ضرورة انتخاب 6 نساء من اصل 27 عضو داخل المكتب التنفيذي للاتحاد. والاتحاد الدولي لألعاب القوى لا يعتمد فقط على عدد النساء المنخرطات ولكن يعتمد أيضا على ضمان الجودة والكفاءة ، وأكيد أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى يبقى عازما على ضمان تحرير وتمكين المرأة من ولوج هده الهيأة والبداية من تمثيلية المرأة في المؤتمرات الرياضية والتي لا تتجاوز حاليا15%- .