هل يشعر المسافر بالأمان وهو على متن هذه القطارات؟ سؤال يتبادر إلى ذهن المغاربة وهم يلجون محطات القطار كمسافرين أو كمشيعين، ويزداد حدة عند وقوع حادثة رجم بالحجارة أو دهس داخل المحطات أو سقوط من العربات أثناء سير القطارات، الأمر الذي يتطلب اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث. فإذا كان المكتب الوطني للسكك الحديدية - حسب تصريحات مسؤوليه - ينتهج سياسة متكاملة لضمان تلافي وقوع حوادث اصطدام مابين القطارات على مستوى الخط السككي، فإن عدم اتخاذ التدابير الاحتياطية بالمحطات وداخل القطارات لتلافي وقوع حوادث قد تكون مميتة في بعض الأحيان، تجعل المسؤولية ملقاة بكاملها على المكتب الوطني للسكك الحديدية، وبالتالي يتوجب متابعته قضائيا بتهمة التقصير في ضمان سلامة المسافرين وأمنهم طبقا للفصول القانونية المتعلقة بالمسؤولية التقصيرية. وحسب مصادر مطلعة، فإن قرار توقيف أزيد من 6000 عامل مؤقت بالمكتب سنة 1994 في عهد المدير الأسبق ضمن إطار سياسة إعادة هيكلة قطاع النقل السككي، قد ساهم بشكل كبير في تنامي هذه الحوادث، إذا ما علمنا أن عددا كبيرا من هؤلاء المتخلى عن خدماتهم كانوا يسهرون على إغلاق الأبواب قبل انطلاق القطار ويعملون على تسهيل عمليات الصعود والنزول إضافة إلى سهرهم على إبقاء أبواب العربات مغلقة أثناء الرحلة والسهر على سلامة منشآتها و صيانة تجهيزاتها، فكيف يعقل أن تظل أبواب العربات غير محكمة الإغلاق أو غير مغلقة طيلة الرحلة مما يسهل معه فتحها أثناء السير ويعرض المسافرين إلى الخطر، خاصة الأطفال منهم ، الأمر الذي يثبت عدم جدوى التنبيه المثبت على الباب والذي يحث المسافرين على انتظار التوقف الكامل للقطار قبل فتح أبواب العربات، فإن المطلوب الآن تعيين عناصر مكلفة بإغلاق الأبواب ومنع المسافرين من الصعود أوالنزول بعد تحرك القطار ومراقبة التجهيزات والعمل على تشغيلها عوض إسناد هذه المهمة إلى المراقبين الذين يجدون مشقة في التجاوب مع طلبات المسافرين لانشغالهم بمراقبة التذاكر ! أمن المسافرين تهدده أيضا عمليات الرجم المتكررة والتي تتعرض لها القطارات في بعض النقط التي يعتبرها المكتب الوطني للسكك الحديدية نقطا سوداء: عين السبع- سلا - مكناس، حيث تخلف إصابات خطيرة في بعض الأحيان بين المسافرين، خاصة وأن زجاج النوافذ في غالبه ليس من الجودة التي تمنعه من التطاير على المسافرين عند الرجم خصوصا بالنسبة للعربات الجديدة. هي معاناة يومية للمسافرين الذين يجدون أنفسهم تحت رحمة الحجارة وتحت رحمة تقصير إدارة تجني الملايير سنويا من رحلات محفوفة بالمخاطر...