لم تتمكن سلطات عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان ومصالح مقاطعة مرس السلطان بالدارالبيضاء إلى غاية صباح أمس الثلاثاء من إفراغ مخزن غير مرخص يتواجد بزنقة الدالية التابعة للملحقة الإدارية 19 في محيط منطقة كراج علال، والذي ضبطت أزيد من مائة طن من المواد الغذائية الفاسدة التي تنوعت ما بين التمور وعدد من الفواكه الجافة، وقنينات المربى، والتوابل وغيرها، كانت معدة للتسويق، والتي ينطوي استعمالها من طرف المستهلكين على مخاطر صحية متعددة. عملية ضبط المواد الغذائية الفاسدة تمت مساء الأحد وشكلت صدمة للمتتبعين بالنظر إلى كمية المواد الفاسدة خاصة تلك التي كانت بداخل علب تحمل تواريخ للاستهلاك غير متقادمة، مما يدل على البعد الإجرامي الذي تحكم في توظيبها في انتظار بيعها، وهو ما ترجمته أيضا قنينات فارغة للمربى التي حجزت بتواريخ لا غبار عليها في انتظار إعادة تعبئتها، هذا في الوقت الذي أقفل المدعو "الملالي" هاتفه وغاب عن الأنظار، وهو الذي تبين على أنه صاحب تلك السلع الفاسدة الذي يكتري المخزن من طرف مواطن فرنسي الجنسية هو صاحب المستودع، فيما تباشر المصالح الأمنية تحرياتها من أجل الوصول إليه. تدخل السلطات المحلية استمر إلى غاية أول أمس الاثنين، إذ انتقل عامل العمالة ومسؤولي الجمارك والأمن ومسؤولي ولاية جهة الدارالبيضاء إلى متجر ثان يتواجد بزنقة المدرسة الصناعية يستغله نفس "التاجر"/المروج ،وظلوا هناك منذ حوالي الواحدة ظهرا إلى غاية الرابعة زوالا ، فتم الوقوف مرة أخرى على تواجد مواد غذائية فاسدة وتوابل بكميات كبيرة، كما تم حجز آلة لتغيير تواريخ الصلاحية، وآلة تستعمل في تذويب الشوكولاتة وإعادة تعليبها بتاريخ مزور باستعمال آلة للتلفيف والتعليب، ومن المرتقب أن يتم التخلص من المحجوزات اليوم الأربعاء أو غدا الخميس بتراب منطقة لعسيلات بعد اتمام إحصاءها وترتيب إجراءات التخلص منها بحضور مصالح الجمارك، وقد شكّل التدخل ضربة قوية لمروجي المواد الغذائية الفاسدة إذ أضحت كل المستودعات محط مراقبة وتتبع من قبل المصالح المختصة. وبحسب مصادر "الاتحاد الاشتراكي" فقد تمكنت مصالح القسم الاقتصادي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان من الاهتداء إلى المخزون المذكور خلال جولة تفقدية للمواد الاستهلاكية المعروضة للبيع، إذ جرى إيقاف بائع متجول يستعمل دراجة ثلاثية العجلات من أجل ترويج مواد استهلاكية وذلك بعدما تبين على أنه يبيع نوعا من "العصير" الذي يتم مزجه بالماء االذي أوشكت مدة صلاحيته على الانتهاء، فلما تمت محاصرته بكونه يبيع مواد منتهية الصلاحية قام بإرشاد المسؤولين إلى المخزن المذكور، الذي من غير المستبعد ان تكون مخازن أخرى مجاورة له تخزن موادا وسلعا مشابهة. وكانت مصالح وزارة الداخلية قد أثارت انتباه مسؤولي عمالة الفداء إلى تواجد من يعمل على بيع مواد غذائية فاسدة وذلك بعد إيقاف مروج ل "العصير" المذكور بطنجة الذي أقرّ بكونه اقتنى الكمية التي كانت بحوزته من منطقة الحفاري دون تحديد المكان بعينه. وجدير بالذكر على أن منطقة "كراج علال" تتوفر على 3 قيساريات هي بمثابة المثلث الذي ينطوي على مخاطر متعددة في الشق المرتبط بالمواد الغذائية الاستهلاكية، تنضاف إلى مواد التجميل الفاسدة التي تم ضبطها غير بعيد عنها قبل مدة قليلة مما يؤكد على أن الاتجار في المواد الاستهلاكية الفاسدة يسيل لعاب عدد من الأشخاص الذين، رغبة في الاغتناء السريع والربح غير المشروع، مستعدين للتضحية بسلامة وأرواح المواطنين!