دعا البابا فرنسيس أقوياء هذا العالم إلى الإسراع في التحرك لانقاذ كوكب الأرض الذي تهدده دوافع الاستهلاك بالدمار، وذلك في رسالة اتخذت شكل بيان ضد الأنانية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الغنية. وعلى امتداد حوالى 200 صفحة في هذه الرسالة التي تحمل عنوان «كن مسب حا، حول العناية بالبيت المشترك» والتي طال انتظارها قبل مؤتمر المناخ في باريس في دجنبر، دافع البابا عن الاكثر فقرا، وهم ابرز ضحايا ظاهرة الاحتباس الحراري. لكن هذه الرسالة التي كتبها البابا كاملة بخط يده، تنتقد ايضا نظاما اقتصاديا يخضع لديكتاتورية السوق و«ثقافة الهدر»، بما يتخطى هذا الاحتباس الحراري الذي يهدد كوكب الارض بالدمار. وكتب البابا في رسالته التي استوحى عنوانها «كن مسب حا» من نشيد لمرشده وملهمه القديس فرنسيس الاسيزي، ان «كل ما هو ضعيف اليوم، مثل البيئة، ما زال بلا دفاع بالمقارنة مع مصالح السوق المؤلهة التي تحولت قاعدة مطلقة». واكد البابا الارجنتيني ان قوى المال هي التي تمكنت حتى الان من افشال محاولات معالجة التغير المناخي. واضاف ان «خضوع السياسة للتكنولوجيا والمال يتبين في فشل القمم العالمية حول البيئة». وقال ان «التغيرات المناخية مشكلة عالمية ذات ابعاد بيئية واجتماعية واقتصادية خطيرة»، مؤكدا انها «تشكل احدى اهم التحديات الحالية للبشرية». ومن اجل تجنيب الارض «بيتنا المشترك» من ان يتحول «مكانا للهدر»، دعا البابا الى ثورة اجتماعية واقتصادية وثقافية، مؤكدا ان «البشرية مدعوة لان تصبح على بينة من ضرورة اجراء تغيرات في نمط الحياة والانتاج والاستهلاك لمحاربة الاحترار». وكتب البابا انه يبدو ان الذين يتحكمون باهم الموارد والقدرات الاقتصادية والسياسية «يعمدون الى حجب المشاكل او اخفاء اعراضها للحد من بعض التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية». لكنه قال ان «هذه التاثيرات قد تتفاقم اذا استمرت الانماط الحالية للانتاج والاستهلاك». وخلص الى القول ان «من الملح ومن الحتمي تنمية سياسات تقلل في السنين المقبلة من انبعاث ثاني اكسيد الكربون، عبر استبدال الوقود الاحفوري بتنمية مصادر طاقة متجددة»، على سبيل المثال.