علمت جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، من مصادر مقربة من الهاكا، فضلت عدم ذكر اسمها، أن الرسالة التي وجها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، قد تسببت في "حرج كبير" لحكماء الهيئة، باعتبار أن الرسالة تطالب من هذه الأخيرة بترتيب جزاءات في حق القناة الثانية التي عملت على بث حفل الفنانة الامريكية جنيفر لوبيز الذي كان ضمن فعاليات مهرجان موازين، هذا البث الذي اعتبرت رسالة بنكيران أن فيه خرقا لدفاتر تحملات السمعي البصري. وأضافت نفس المصادر أن اجتماع حكماء الهيئة العليا للاتصال السمعي، المنعقد مؤخرا يوم الخميس الماضي، قد عرف "نقاشا قويا وصريحا" بخصوص رسالة بنكيران، إلا أنه كانت هناك صعوبة في مسألة الحسم في ما يتعلق بهذه الرسالة باعتبارها معيبة قانونا، إذ طالبت ب"ترتيب الجزاءات في حق المتسببين في هذا التقصير الجسيم"، في حين القانون لا ينص إلا على منح الحكومة طلب "رأي استشاري" من "الهاكا"، وليس دعوتها إلى معاقبة أحد متعهدي قطاع الاتصال السمعي البصري، باعتبار الهاكا هيئة مستقلة في قراراتها ومحايدة عن الحكومة والمتعهدين في قطاع السمعي البصري، وكذا الأطراف السياسية. وتوزع رأي الحكماء في اتجاهين حول هذه القضية، إذ اعتبر الاتجاه الأول ضرورة اتخاذ قرار بمعاقبة القناة الثانية على بث هذه السهرة، في حين اعتبر الاتجاه الثاني عدم التجاوب بإيجابية مع رسالة بنكيران باعتبارها معيبة قانونيا، وأن القانون لا يخول له أن يطلب من الهاكا، كهيئة مستقلة، تنزيل عقوبات أو جزاءات على القناة الثانية خاصة أن القانون المنظم للهيئة يحصر صلاحيات رئيس الحكومة في طلب رأي استشاري فقط. وأمام هذا الوضع المتسم بتضارب الرأي داخل حكماء الهاكا، لم يكن أمام أمينة لمريني رئيسة الهيأة العليا للسمعي البصري إلا التأني في عدم اتخاذ أي قرار نهائي بهذا الخصوص، ما دام القانون يعطي متسعا من الوقت في ذلك. وأجل موضوع الحسم في اتخاذ قرار معاقبة القناة الثانية من عدمه إلى اجتماع لاحق للهيئة. ومن جانب آخر، اعتبر متابعون للموضوع أن تهديد وزير الاتصال، مصطفى الخلفي في البرلمان، الأسبوع الماضي، باللجوء إلى القضاء إذا لم تتخذ »الهاكا« القرار المناسب ضد "دوزيم"، بممارسة مكشوفة لضغوطات على الهاكا لكي تتخذ القرار المناسب الذي تبتغيه الحكومة ورئاستها، وهذا فيه نوع من المس باستقلالية عمل وقرارات الهيأة العليا للسمعي البصري. وكان رئيس الحكومة قد وصف، في رسالة موجهة الى الهيئة العليا للسمعي البصري، بث السهرة الخاصة بالمغنية الأمريكية جنيفر لوبيز ضمن فعاليات مهرجان موازين "بخطأ جسيم" الذي يجب متابعة المسؤولين عليه، باعتبار أن هذه "السهرة تضمنت مشاهد ذات إيحاءات جنسية مخلة بالحياء ومستفزة للقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع المغربي، وصادمة لشعور المشاهدين"، وطالب في ذات الرسالة بترتيب الجزاءات على المخالفين لذلك.