كانت الخطة تقترح على الدول استضافة "خمسة آلاف شخص على الاقل" ممن حصلوا على صفة لاجئ، وذلك في إطار برنامج مخصص بالدرجة الاولى للاجئين السوريين بهدف ثنيهم عن محاولة عبور المتوسط اتفق القادة الاوروبيون، الخميس، على ان يضاعفوا ثلاث مرات الموارد المخصصة لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط، وعلى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يجيز التحرك عسكريا ضد المهربين في ليبيا. ولكن قادة الاتحاد الاوروبي لم يتمكنوا خلال قمتهم الاستثنائية في بروكسيل من الاتفاق على موضوع استضافة المهاجرين لدى وصولهم الى أوربا وكيفية التعامل معهم، مرجئين قراراتهم في هذا الشأن الى وقت لاحق. وكان رئيس مجلس اوروبا دونالد توسك حرص قبيل بدء القمة على خفض سقف التوقعات، وقال "يجب ألا يكون لدى أحد أية أوهام. المشاكل لن تحل اليوم". وفي قمتهم التي تداعوا الى عقدها إثر مصرع حوالي 800 مهاجر غير شرعي بعد غرق سفينتهم التي انطلقت من ليبيا، اتفق القادة الاوروبيون على أن يضاعفوا ثلاث مرات الموازنة المخصصة لعملية "تريتون"، مهمة البحث والانقاذ الاوروبية في المتوسط. ولكن القادة لم يتفقوا على توسيع نطاق عملية تريتون للسماح لها بالخروج من المياه الاقليمية الاوروبية باتجاه السواحل الليبية، بحسب ما أضافت ميركل. وكشفت شهادات الناجين ال28 من الكارثة الاخيرة عن وقائع مروعة. وصرح أحدهم "عبد الرزاق" أنه نجا لأنه كان في الطبقة العليا من المركب، مؤكدا أن "الذين دفعوا مالا أقل كانوا محتجزين في داخل المركب". وبقي مئات المهاجرين من بينهم نساء واطفال داخل الزورق الغارق حيث لم يتمكن عناصر خفر السواحل من انتشال أكثر من 24 جثة. وخلال القمة تعهدت فرنسا بوضع سفينتين وثلاث طائرات في تصرف تريتون، في حين تعهدت ألمانيا بالمساهمة بسفينتين بينما تعهدت السويد والنرويج والدنمارك وبلجيكا بأن يساهم كل منهما بسفينة واحدة. وتريتون هي عملية تديرها فرونتكس، الوكالة الاوروبية المكلفة بمراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن الذي يضم 22 من دول الاتحاد الاوروبي ال28، إضافة الى سويسرا وايسلندا والنروج وليشتنشتاين. أما بريطانيا التي ليست عضوا في هذا الفضاء، فقد أعلنت من جهتها عن المساهمة في عمليات البحث والانقاذ بسفينة "اتش ام اس بولوورك" التي تعتبر إحدى أكبر سفنها الحربية، إضافة الى سفينتي دوريات وثلاث مروحيات. ولكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذر من أن مشاركة بريطانيا في هذه العمليات لا تعني بأي شكل من الاشكال أنها ستمنح اللاجئين الذين ستنقذهم قطعها البحرية حق اللجوء في بريطانيا. وقال "ليس ورادا أن يتمكنوا من طلب حق اللجوء الى بريطانيا". وحاليا تشارك 21 دولة في عملية تريتون بسبع سفن وأربع طائرات ومروحية وحوالي 65 عنصرا. بالمقابل فإن العمليات العسكرية الرامية الى تحديد وضبط وتدمير السفن المستخدمة في تهريب المهاجرين، قبل ان يتم تحميلها بهؤلاء، طرحت مشكلة. وفي هذا الاطار اتفق القادة الاوروبيون على وجوب استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يجيز هذا التدخل العسكري. وتعهدت فرنساوبريطانيا، العضوان الدائمان في المجلس بتقديم مشروع قرار بهذا الخصوص، كما اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ختام القمة. وحذر دبلوماسيون وخبراء من أن عملية عسكرية ضد المهربين هي "معقدة وتستغرق وقتا وتستوجب تفويضا من الاممالمتحدة وموافقة من الحكومة الليبية، واستخدام وسائل عسكرية وتقبل وقوع خسائر بشرية". ومقابل هذه المواضيع التي تم الاتفاق عليها، فشلت القمة بالمقابل في الاتفاق على الشق الثالث من خطة العمل، وهو استضافة المهاجرين غير الشرعيين وكيفية التعامل معهم بعد وصولهم الى أوربا. وكانت الخطة تقترح على الدول استضافة "خمسة آلاف شخص على الاقل" ممن حصلوا على صفة لاجئ، وذلك في إطار برنامج مخصص بالدرجة الاولى للاجئين السوريين بهدف ثنيهم عن محاولة عبور المتوسط. غير أن البيان الختامي للقمة خلا من أي إشارة الى هذا الرقم أو الى أي رقم آخر "لأننا نعتقد أن خمسة آلاف ليس كافيا". كما أوضحت المستشارة الالمانية علما أن مشاركة دول الاتحاد في هذا البرنامج، طوعية وليست إجبارية.