أعطيت يوم الإثنين الماضي بالمدرسة الابتدائية محمد الفاسي بالجديدة انطلاقة النسخة ال13 للأسبوع الوطني للتغذية بالوسط المدرسي المنظم هذه السنة تحت شعار «صحتي في تغذيتي». وشكل حفل انطلاق هذا الأسبوع مناسبة لتوزيع مطويات وتقديم عروض حول أهمية التغذية الصحية المتوازنة في تنمية القدرات البدنية والذهنية للأطفال في سن التمدرس، وفرصة لتحسيس الفاعلين التربويين والتلاميذ بضرورة احترام التغذية المتوازنة لتحسين المستويات التعليمية والصحية. وأوضح الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني يوسف بلقاسمي في تصريح للصحافة، على إثر جولة استطلاعية لجميع حجرات هذه المدرسة تتبع خلالها حملة تحسيسية لفائدة التلاميذ حول التغذية ولوحات تعبيرية قدمها التلاميذ حول معطيات ومفاهيم ونصائح متضمنة في المقرر الدراسي في مجال الحفاظ على الصحة، أن هذا البرنامج يكتسي أهمية كبرى لتوعية الناشئة في مجال التغذية والحفاظ على صحتهم، منوها بمستوى الشراكة التي تجمع الوزارة الوصية ومركز الحليب في مجال الصحة والرياضة المدرسية المبرمة بتاريخ 28 ماي 2003. وأضاف أن هذا الأسبوع، الذي نظم بمبادرة من مركز الحليب - دانون بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، يهدف بالأساس إلى تلقين التلاميذ جملة من المعارف والقيم والسلوكات الداعمة لثقافتهم الغذائية والصحية، والهادفة الى تحسيس الاجيال الصاعدة بالمخاطر التي قد تنجم عن الاستهلاك المفرط للأغذية المصنعة، والعادات الصحية الخاطئة، موضحا أنه من شأن هذه السلوكات التأثير سلبا على نموهم البدني والعقلي والنفسي ... وأوضحت الدكتورة وفاء بنزاوية، رئيسة قسم الصحة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، أن الجميع مطالب بتقديم الدعم والمساعدة للأجيال الصاعدة على النمو والعمل على نشر مبادئ التغذية الصحية المتوازنة بالوسط المدرسي، مشيرة الى أن برنامج «صحتي في تغذيتي»، الذي يستفيد منه هذه السنة أزيد من 7ر4 مليون طفل يمثلون أزيد من 20 ألف مؤسسة بجميع مستويات التعليم الابتدائي، يعد نموذجا مثاليا للشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تحسيس وتوعية التلاميذ والأطر التربوية وأولياء أمورهم بشكل أفضل حول القواعد الغذائية الجيدة. وأضافت أن هذا البرنامج تم وضعه بشكل يتماشى مع قدرات المستويات التعليمية السبعة من التعليم الابتدائي، موضحة أن هذا البرنامج يتطرق إلى مجموعة كبيرة من المواضيع المرتبطة بالتغذية لتمكين التلاميذ عند نهاية سلك التعليم الابتدائي من الاستفادة من تدبير شامل لموضوع التغذية واعتماد نظام غذائي متوازن مع الصحة. وتفيد دراسة أنجزتها وزارة الصحة بتعاون مع شركائها خلال السنوات الأخيرة حول الخصاص المسجل في المغذيات الدقيقة في المغرب، أن ما يقارب ثلث سكان المغرب يعانون سوء التغذية، وأن 45 في المائة من النساء الحوامل في المغرب و5 في المائة من الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات و31 في المائة من النساء في سن الإنجاب يعانون نقصا في الحديد. وأشارت نفس الدراسة أن 10 في المائة من النساء في سن الإنجاب و9ر40 في المائة من الأطفال بين 6 و 72 شهرا يعانون نقصا في فيتامين أ، ضمنهم 1ر3 في المائة يعانون نقصا حادا في هذه المادة، في حين يعاني 22 في المائة من الأطفال بين 6 و12 سنة نقصا في مادة اليود، ونسبة 5ر2 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنتين يعانون كساحا بيولوجيا، الشيء الذي يجعل الكلفة الصحية السنوية تصل سنويا إلى حواي 4 في المائة من الناتج الوطني الإجمالي.