اضطر العديد من ساكنة جماعة الساحل أولاد احريز إقليمبرشيد، الثلاثاء الماضي، إلى تنظيم مسيرة احتجاجية إلى مقر عمالة برشيد، احتجاجاً على الانفلات الأمني بتراب هذه الجماعة، وتنامي ظاهرة السرقة. وحسب تصريحات المواطنين هناك، فإن سكان هذه المنطقة يعيشون رعباً حقيقياً، حيث تتناسل عمليات سرقة المواشي والأبقار، حيث تكاد تكون هذه السرقة يومياً. والأخطر من ذلك، يوضح المواطنون لجريدة »الاتحاد الاشتراكي« أن العصابات التي أصبحت متخصصة في سرقة مواشيهم، تستعمل السلاح الناري في هذه العمليات، الشيء الذي أصبح يشكل خطورة كبيرة ليس على ممتلكاتهم فحسب، بل حتى على أرواحهم. مسؤولو عمالة برشيد التابعة لولاية جهة الشاوية ورديغة عقدوا جلسة مع ممثلي السكان برئاسة رئيس الشؤون العامة وبحضور الخليفة الأول للعامل ومسؤولي الدرك والقوات المساعدة. وقد بسط المواطنون معاناتهم مع هذه العصابات التي تستعمل الأسلحة النارية وتسرق مواشيهم، دون أن يتم وضع حد لهذا الانفلات الخطير، الذي أصبح معه العيش مستحيلا بهذه المنطقة، يقول أحد المواطنين، كما حدث مع أحدهم، حينما استفاق تزامناً مع وصول أفراد هذه العصابة إلى منزله. وقد استعمل هذا الأخير بندقية الصيد التي يمتلكها لإخافة أفراد هذه العصابة، إلا أنهم ردوا عليه بإطلاق رصاص كثيف مازالت آثاره بادية في جدران منزل هذا المواطن، وتمكنهم من سرقة ما يمتلكه من رؤوس أغنام، في حين تعرض مواطن آخر بنفس الجماعة إلى السرقة هو الآخر، حيث تمكن أفراد هذه العصابة من سرقة ثورين. السلطات ببرشيد طالبت المواطنين بالتعاون في ظل وجود موارد بشرية للدرك الملكي غير كافية للتصدي إلى هذه الظاهرة. كما طالبتهم بتشكيل دوريات ليلية مكونة من شباب المنطقة، بل لم يتوان أحد المسؤولين عن مطالبتهم باستعمال السلاح الناري في وجه اللصوص. ورغم أن السلطات وعدت بإنشاء مركز للدرك بالقرب منهم، فإن المواطنين يشككون في ذلك، على اعتبار أن هناك وعوداً كثيرة سبق وأن قدمت في هذا الموضوع، دون أن يتحقق شيء على أرض الواقع. آخر هذه السرقات التي تم فيها استعمال الرصاص الحي من طرف اللصوص كانت بدوار العسيلات. وقد صرح المواطنون للمسؤولين أنهم يعيشون جحيماً حقيقياً، ومتخوفون على فتياتهم من أفراد هذه العصابة أو العصابات التي تنشط بشكل كبير في هذه المنطقة. كما كشف أحد المواطنين أن السكان سبق لهم أن اعتقلوا شخصين، لكن تفاجأوا بأن الدرك أطلق سبيلهما في اليوم الموالي، بحجة أنهما كانا يعاقران الخمرة، رغم أن لهما سوابق في هذا المجال. سرقة المواشي باستعمال الأسلحة النارية لا تقتصر على هذه الجماعة، بل امتدت إلى مناطق أخرى أيضاً بإقليمسطات، خاصة بقبيلتي أولاد سعيد وأولاد بوزيري، حيث يتم قتل الكلاب بمواد سامة، واستعمال الرصاص الحي في السرقة. ورغم أن رجال الدرك فتحوا تحقيقات في الموضوع، إلا أنه لم يتم تحديد أو اعتقال أي أحد لحد الساعة، رغم السرقات الكثيرة المسجلة منذ مدة طويلة.