غمرت مياه الأمطار التي نزلت ليلة الأربعاء 22 12 2010 ، من جديد شارع الحسن الثاني وشارع الزرقطوني عند مدخله الشمالي وعند تقاطعه مع شارع محمد الخامس ، هذا على الرغم من أن الكمية المتساقطة كانت أقل بكثير مما شهدته المدينة نهاية شهر نونبر. وقد توقفت حركة المرور واجتاحت المياه مؤسستي العرفان والتقدم الخاصتين وساد الترقب والخوف السكان والتجار وكل من له مصالح بالشارعين المذكورين خاصة وأن الفيضان ، الذي تناولناه في مراسلات سابقة، قد تسبب في خسائر كثيرة وعطل الدراسة في ثلاث مؤسسات تعليمية لمدة 15يوما . الفيضان أظهر عجز الجهات المختصة عن المواجهة، و لم تقدر وكالة التوزيع حتى على تصريف مياه الصرف الصحي حيث توقفت محطة الضخ عن الاشتغال ولم تستطع دفعها بالشكل المطلوب حتى بعد إصلاحها ، مما اضطر رئيس البلدية، بعد استنفاد كل الاتصالات التي أجريت مع المسؤولين، إلى الاعتماد على إمكانياته الشخصية منذ الفيضان الأول، حيث اضطر إلى شراء آلة للضخ بقوة 40 طنا في الساعة وما يقارب الكلومتر من الأنابيب البلاستيكية كلفته 25 مليون سنتيم ، والقيام بعمليات حفر آلية لتيسير انسياب المياه دون إلحاق الضرر بالساكنة . وقد واجهت العملية عدة صعوبات لارتفاع مستوى المياه وانتشارها على مساحات واسعة واستمرار تدفق مياه الصرف الصحي ، ولعدم وجود «منفسحات» قريبة يمكن توجيه المجاري نحوها، ولذلك فإن عملية إفراغ نقطة واحدة من النقط السوداء عند تقاطع شارعي الزرقطوني ومحمد الخامس تطلبت خمسة أيام من العمل وبقيت بهوامشها ضايات بكميات وافرة ليتم نقل آلة الضخ إلى نقطة أخرى لفك الحصار عن حي النصر وحي السوق القديم، لكن تساقطات الأربعاء الأخير، أرغمت الآلة على العودة من جديد إلى النقطة الأولى التي أصبحت في وضعية مشابهة للفيضان الأول، وتطلب الأمر 24 ساعة .وإلى حدود كتابة هذا السطور، لاتزال هذه الآلة مشتغلة منذ نقلها مرة أخرى إلى النقطة الثانية سالفة الذكر. إن هذه الصعوبات تجندت لها مجموعة من عمال البلدية وبعض موظفيها و مستشاريها وفي مقدمتهم رئيس البلدية ، الذي ظل مرابطا في اغلب الاوقات بالمدينة، إلى ساعات متأخرة من الليل، يتابع وبعين المكان ، عملية الإعداد لتثبيت آلة الضخ والانابيب حتى انطلاق عملية التصريف. إن تكرار الفيضان وفي ظرف وجيز، جعل الساكنة المحلية أكثر تخوفا ومستاءة من التعقيدات الادارية التي تعطل إنجاز مشروع حماية مركز البئر الجديد من الفيضانات وتشعر بنوع من الاهمال واللامبالاة التي تمارس من طرف المتدخلين من خارج المدينة !