في خطوة استباقية وجريئة، وانسجاما مع التوجهات العامة للبرنامج الاستعجالي، وتفعيلا لاتفاقية الشراكة القطاعية بالجهة، وسعيا وراء إشراك جميع الفاعلين والمهتمين بالشأن التعليمي ، انعقد بمقر الولاية لقاء ترأسه والي صاحب الجلالة على جهة مراكش تانسيفت الحوز وعامل عمالة مراكش وذلك يوم 16 دجنبر 2010، قام خلاله الدكتور محمد المعزوز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتقديم تشخيص واقعي ودقيق لوضعية قطاع التربية والتكوين بالجهة اعتبر بمثابة أرضية لبداية نقاش معمق وحوار مستمر وشامل بين جميع الفرقاء لتحديد مسار تعليمي تنموي يروم النهوض بالقطاع عبر وضع خطة استباقية مبسطة من أجل تحضير وتأمين الظروف الملائمة للدخول المدرسي المقبل2011/2012 ، وبذلك يكون الباب قد فتح على مصراعيه أمام الفاعلين والمهتمين والشركاء والغيورين على المدرسة المغربية للاطلاع على الواقع التعليمي بالجهة والتفكير الجماعي والمسؤول من أجل المساهمة بغيرة وطنية لتغيير هذا الواقع الذي يبشر بدخول مدرسي مقبل أقل ما يمكن القول عنه أنه سيكون دخولا صعبا حسب مدير الأكاديمية بالنظر إلى الوضعية الراهنة والمؤشرات الكمية والنوعية لهذه الوضعية . حضر هذا اللقاء عمال الأقاليم والمنتخبون وممثلو المصالح الخارجية للوزارات ونائبة ونواب الوزارة وممثلين عن المجلس الإداري وعن آباء وأولياء الأموربالاضافة إلى بعض رؤساء الجماعات المحلية وأطر إدارية وتربوية ورجال الصحافة والإعلام وفاعلين ومهتمين بالقطاع. ويهدف اللقاء إلى: * تقديم تشخيص دقيق للوضعية الراهنة بقطاع التربية والتكوين بالجهة. * تدارس الوضعية وترسيخ الفكر تشاركي . * وضع برنامج عمل مبكر وبسيط لضمان دخول مدرسي جيد . ولعل ما استأثر باهتمام الجميع في هذا المجال، هي الوضعية التي تعيشها المؤسسات التعليمة والمتمثلة في النقص العددي في الأطر وظاهرة الاكتضاض والهدر المدرسي الذي تحتل به جهتنا رتب الصدارة . وقد شكر السيد الوالي في كلمته الافتتاحية ، السيد مدير الأكاديمية الجهوية على هذه المبادرة الطيبة واعتبرها خطوة جريئة تعمل على ترسيخ ترسخ الفكر التشاركي للتعامل مع القضايا التنموية الملحة وكذلك خطة عمل استباقية منهجية كفيلة بحل المشاكل وعلاجها قبل حدوثها وتفاقمها مما سيحد من الأثر السلبي المترتب عنها . كما نوه بالمسار المهني للسيد مدير الأكاديمية وبتجربته في إشراك الجميع وتقاسم المسؤوليات للنهوض بقطاع يعتبر شأن الجميع وثاني قضية بعد قضيتنا الترابية مؤكدا استعداده وانخراطه اللامشروطين والمساهمة في دعم وإنجاح المشاريع والمبادرات التي من شأنها النهوض بقطاع التربية والتكوين بالجهة، كما دعا الجميع وخصوصا السادة العمال للتنسيق مع السيد المدير والمصالح المختصة للسهر على مواكبة هذه المشاريع وتنفيذها واحترام الآجال المحددة لها، والعمل الجاد والمثمر- كل من موقعه- من أجل توفير ظروف ملائمة للناشئة ومربيهم وجعل المدرسة المغربية فضاء ليس فقط للتعلم بل للإبداع والتميز. وجدير ذكره أن مدير الأكاديمية قد سجل بارتياح شديد، أثناء عرضه ، انخراط السلطات بهذه الجهة بشكل كلي وتلقائي كلما تعلق الأمر بتنمية قطاع التربية والتكوين، كما ذكر بأن موضوع اللقاء يندرج في سياق تشخيص الوضعية التعليمية بالجهة سواء على مستوى البنية التحتية أو الموارد البشرية أو الحكامة والتدبير البيداغوجي، وأنه تشخيص دقيق يخص موضوعا دقيقا ويستوجب وضع خطة آنية وبسيطة لمواجهة اكراهات الدخول المدرسي المقبل،. مشيرا في هذا الصدد إلى أن مجموع الخصاص المتوقع من هيأة التدريس بالجهة خلال الموسم الدراسي المقبل، سيبلغ 1340 مدرسا بجميع الأسلاك التعليمية ينضاف إلى ذلك الخصاص في هيأة الإدارة التربوية والمقتصدين مبرزا تأثير هذا الخصاص على تطبيق الزمن المدرسي والتحصيل دون الحديث عن الهدر المدرسي والاكتظاظ في الأقسام والذي يجعل المساس بجودة التعليم أمرا واردا. لاشك أن الدعم الاجتماعي ودعم التمدرس ساهم في زيادة نسبة المتمدرسين مما سيجعل الموسم الدراسي المقبل يعرف ارتفاعا في عدد التلميذات والتلاميذ بالجهة ،. وأبرز في ذات السياق أن أهداف هذا البرنامج تكمن على الخصوص، في العمل على تقليص الأقسام المشتركة الحد من الاكتظاظ المائة ومحاربة الهدر المدرسي وتحسين نسبة تمدرس الفتاة بالعالم القروي. إن الاكراهات التي تعترض مجال تدبير الموارد البشرية، مع ما يترتب عن ذلك من آثار سلبية على وضعية المدرسة العمومية بالجهة، وأمام شح الموارد الكفيلة بتغطية جميع حالات الخصاص الناتج عن مختلف الوضعيات، يقتضي التفكير في الحلول الكفيلة بالمساهمة في استقرار المؤسسات التعليمية على مستوى أدائها التربوي والإداري، منها تغيير مفهوم القسم كفضاء للتدريس واعتماد فضاء أوسع بإمكانيات اكبر من خلال بناء مدرجات تعتمد على تكنولوجيا عالية.وتحفيز وتشجيع الأساتذة على استقبال عدد اكبر من المتعلمات والمتعلمين فيها كما أن شراكات حقيقية ومسؤولة من شأنها المساهمة بشكل كبير في النهوض بالقطاع اذا ما أضيفت الى ما تخصصه الوزارة ضمن مشاريع البرنامج الاستعجالي إذ أن برنامج العمل الخاص بهذه الفترة سيتم بمقتضاه تكملة مشاريع البرنامج الاستعجالي حيث سيتم إحداث 30 مؤسسة تعليمية ومركبات تربوية مندمجة. ومن جهتهم أجمع المتدخلون على المهنية التي تم بها تناول الموضوع وملاءمة الظرفية للتطرق اليه كما أكدوا على انه أمام هذه الوضعية «المقلقة» يجب القيام بتعبئة شاملة لضمان دخول مدرسي سليم والعمل على تقليص نسبة الهدر المدرسي والاكتظاظ ، مشددين على ضرورة الانخراط غير المشروط لكل مكونات الجهة . وأشاروا إلى أن الخصاص في هيأة التدريس والبنيات التحتية في تزايد مضطرد مما يتطلب وضع برنامج جهوي تعاقدي لإعادة وتأهيل المؤسسات التعليمية بالإضافة الى اعداد برنامج عمل متكامل لتحسين مناخ الدراسة.; وإرجاع الهيبة للمؤسسة التعليمية وتمكينها من تنشئة جيل ناجح ومتميز ومسؤول غيور على وطنه ، قادر على المساهمة في تنمية بلده والرقي بنهضته شأنه في ذلك شأن الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا منسق وحدة التوثيق التربوي بالمركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي