يعتقد الكثير من المتتبعين لمسار الإعلام الفضائي العربي أن اختفاء قناة «الجزيرة» كفضاء إخباري من الشارع العام المغربي تأخر كثيرا ، فمنذ شرعت هذه الأخيرة في عرض خريطة المغرب مجزأة جغرافيا، كان المسمار الأول قد دق في نعشها ، فيما يرى البعض الآخر أن الأمر ليس اختيارا شعبيا عفويا بكل معنى الكلمة ، بل إن هناك قرارا رسميا واضحا، لكنه غير معلن صادر على أعلى مستوى . لكن ، هل نقبل بالمسألة هكذا تأكيد؟ ولماذا تستصغر قناة بحجم «الجزيرة» هذه الخسارة الفادحة وتفقد ملايين المشاهدين المغاربة؟ يقول أحد المتذمرين من أسلوب قناة «الجزيرة» حيال ما يحدث في المغرب «كنت أتألم في داخلي، وأقف مندهشا إزاء ما يكتبه العديد من الصحفيين المغاربة، معتبرا مقالاتهم تعبيرا منفعلا وترجمة فورية لموقف عدائي مجاني، وكم مرة حدثت نفسي بصوت مسموع ماذا ربح المغرب وماذا خسرت الجزيرة؟؟ لكني اكتشفت فيما بعد ، أنهم على حق، وأن الصحافة في المغرب وطنية إلى أبعد الحدود، ولا خيار لديها في أن تكون غير ذلك. وفي مقابل ذلك اكتشفت حجم غبائي، وصرخت أنا المغفل.. » وعلى كل حال يضيف ذات المصدر، هناك عزوف شعبي لا يمكن تجاهله ، لكن تحديد سماته بدقة لا يمكن الإدلاء بها قبل الأوان. ولعل أقوى لحظات الانحراف عن المهنية لدى قناة «الجزيرة» تتجلى وفق ما تم التعبير عنه في تقرير «دير شبيغل» الألمانية الذي سارعت قناة «العربية» إلى بثه قبل «الجزيرة»، في سبق صحفي مذهل. تقرير «دير شبيغل» الألمانية يتهم نصر الله باغتيال الحريري ، لكن حزب الله سيسارع إلى نفي الخبر، هذا النفي سيتصدر النشرة الرئيسية لجزيرة وتوابعها كخبر رئيسي على مدى 7 قصاصات ومقاطع خبرية على مدار الساعة و اليوم. ظل خبر النفي يمر طيلة اليومين كشريط مصاحب، والصدمة أن «الجزيرة» تنفي خبرا لم تقدمه لمشاهديها، نعم قناة «الجزيرة» تنفي خبرا على لسان حزب الله قدمته «العربية» - إنها المهنية على الطريقة الجزيرية - قد نختلف إعلاميا في تحديد جرعة المصداقية، لكننا كمغاربة لا نعيش في أسفل قائمة الحضارة الإنسانية حتى نبتلع هذا الهراء الإعلامي.. وإذا أضفنا كيفية معالجة المادة الحقوقية بالمغرب وتصريفها إعلاميا على قناة قطر، فالأمر صاعقة دون جدال، حيث أن قناة «الجزيرة» تتناول الملف الحقوقي للمغرب كأسوء حال في أفريقيا والشرق الأوسط، حتى وهي تدرك أن الملف الحقوقي للمغرب وبشهادة العدو والصديق من بين الملفات المتقدمة والجريئة على الأقل في المنطقة العربية. وفي ما يتعلق بالقناة وموقفها من مصر يرى الكاتب المصري مارك حربي أن قناة «الجزيرة» القطرية «تعمل وفق أجندة سياسية خاصة بها، ألا وهى النجومية على حساب الدول والشعوب. فلقد كانت قناة «الجزيرة» لاعباً أساسياً فى أحداث الفتنة القائمة الآن في العديد من البؤر الجغرافية ، كما أنها كانت السبب في قيام العديد من الأحداث الطائفية السابقة في مصر » . وفي مقال للكاتب محمد الدعمة من عمان هددت الحكومة الأردنية قناة «الجزيرة» في قطر باللجوء إلى القضاء ما لم توقف حملاتها الدعائية ضد الأردن والإساءة إلى صورته ومكانته، على خلفية الاتهام التي وجهته القناة للأردن بأنه وراء عملية التشويش على بث مباريات كأس العالم 2010 . وأوضح أن الكاتب أن «الحكومة الأردنية إذ تتخذ هذا الموقف من باب الشفافية الكاملة، وانطلاقا من ثقتها ببطلان هذه الادعاءات، فإنها لن تسمح لأي جهة كانت بالإساءة لسمعة الأردن وصورته، وإنها تحتفظ بحقها في الملاحقة القضائية لجميع المؤسسات والأشخاص الذين يسيئون لسمعة الأردن ومكانته». و كان المدير العام لقنوات «الجزيرة الرياضية» ناصر الخليفي قد قال إن التحقيق في مصدر التشويش أجراه «خبراء دوليون وشركات مستقلة».واستغرب الخليفي في تصريحات لقناة «الجزيرة» أن يصدر التشويش «من الوطن العربي، ومن الأردن تحديدا»، مؤكدا أن القناة «ستلاحق قضائيا المتسببين في عملية التشويش التي حرمت 167 مليون مشاهد من مشاهدة مباراة الافتتاح في كأس العالم».. إنها «المهنية» بمفهوم القائمين على أمر «الجزيرة» والذين لا يعجبهم إلا أن « يتبوردو» سوى على بعض الأنظمة العربية، مع كامل الأسف ، لكنها المهنية والاحترافية والموضوعية بالمفهوم الجزيري أو« الجزايري » على الرصيف في الشارع العام ، وجهنا سؤالا محددا إلى عينة من المواطنين المغاربة من التقيناهم هنا أوهناك . هل تشاهد قناة الجزيرة دائما ... بين الفينة والأخرى ..أو البثة ؟ وكيف ترى قرار المقاطعة الشعبية لقناة الجزيرة ؟هل هو قرار شعبي أم رسمي ؟ النتيجة كانت صادمة : قلب علينا ذاك «الاسطوانة المحفرة »، لا أاقلق حين لا أشاهدها، الآن...لالالالالا، دور تمييعي خطيرتقوم به قناة الجزيرة، نزعة التعميم قاتلة بالجزيرة .. ، قناة للترويض والضرب تحت الحزام..، نفس الأخطاء ولا نتعظ كمغاربة، نشر العدمية الحقوقية في صفوف العرب..، قناة عدوة ، تستأسد على المغرب في صحرائه.. لكن احد المغاربة سيذهب بعيدا يقول « حتى وان اعتبرنا قرار المقاطعة فوقيا، نحن لا نعتبره خطة قمعية ، فالعداء مع قناة الجزيرة مبرر وطنيا ولا يحتاج إلى برهان أو دليل». ولما كانت حرية الصحافة في مصر لا توجد حتى في السويد بدليل ما يكتب عن مبارك ، فبالنسبة لقناة «الجزيرة» كل صحفيي العالم العربي جوقة للنظام وكل الحكام العرب ديكتاتوريين قمعيين...» والحقيقة أن بعض الردود تكون صادمة لقد شدد أحدهم على ضرورة خلق ثورة حقيقية تعيد إلى البرمجة التلفزيونية المغربية حيويتها بالقول افسحوا المجال للطاقات وشرعنوا البحث عن الكفاءات المغربية التي يعج بها الفضاء الإعلامي، يجب إنتاج برامج وطنية هادفة ، ينبغي ان نقتفي مسار مصر التي لم تكتف بالعمومي من القنوات ... بل أحدثت قنوات خاصة و ببرامج استطاعت جر حوالي72 من المشاهدين، برامج جريئة ومنافسة من أجل استقطاب المشاهدين من الجزيرة بذكاء والنتيجة أن نسبة مشاهدة الجمهور المصري للجزيرة تقلصت بنسبة عشرون بالمائة.