عاشت المندوبية السامية للسجون حالة استنفار غير مسبوقة طيلة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بعدما تمكن أشرف السكاكي من الهرب بطريقة هوليودية. وحسب مصادر مطلعة، فإن بحثاً بدأ في النازلة من طرف المندوبية وعدة مصالح أمنية، أدى الى توقيف خمسة موظفين ورئيس عنبر، فيما أحيل مدير السجن على التقاعد في انتظار نتائج البحث. ولم تستبعد نفس المصادر سقوط مسؤولين كبار سهلوا عملية الفرار، إذ شككت نفس المصادر في قرار تغيير الزنزانة التي كان يعتقل بها أياماً قبل عيد الأضحى. وراج داخل السجن بأن السكاكي كان في زنزانة انفرادية، بعدما كان يعيش على طريقة أغنياء السجون، نظراً لما يقدمه من أموال ومساعدات مالية وعينية داخل المؤسسة. وتباشر مصالح الأمن والاستخبارات الاستماع الى السكاكي وخمسة من مساعديه، بينهم اثنان من أسرته، بعدما تبين للمحققين بأن السيدة التي كانت تزوره كانت تقدم وثائق مزورة . وقد تم إيقافه على مشارف مدينة الحسيمة، حيث كان يبحث عن ملاذ آمن، حيث تروج إشاعة أنه فر مختبئاً داخل حقيبة مجرورة، بعدما استفاد من زيارة عائلية!؟ في الوقت الذي كان عدد من مساعديه بانتظاره، وهي المعلومات التي من شأن التحقيقات الجارية الوقوف عليها. وحسب مصادر مطلعة، فإن المخابرات المغربية ساعدت في تحديد مكان السجين الفار الذي يعتبر «مسجلا خطر» لارتباط عمليات السرقات الكبرى التي نفذها بالخارج بجهات مشتبه في علاقاتها بالارهاب. والسكاكي الذي يعتبر في بلجيكا بأنه صاحب أكبر سرقة في القرن، بعدما تمكن من السطو على محلات بنكية وشركات مالية عبر السطو المسلح كان يقضي عقوبة مدتها 30 سنة، لكنه تمكن من الفرار من سجن بروج شمال بلجيكا بواسطة طائرة مروحية في عملية فرار مثيرة، وظل بأوربا عدة أسابيع قبل أن يتمكن من دخول المغرب، ليتم إلقاء القبض عليه وتقديمه للعدالة، وظلت بلجيكا تطالب بتسليمه إليها لاستكمال عقوبته الحبسية، لكن المغرب حال دون ذلك لوجود متابعات في حقه بالمغرب.