ذكرت مصادر متطابقة أن مخيما في المنطقة العازلة بين موريطانيا والصحراء المغربية في طور التشكل. ولم تذكر هذه المصادر عدد الخيام التي تكون قد نصبت في المنطقة التابعة لتدبير المينورسو، وإن ذكرت نفس المصادر أن عدد الأشخاص المعنيين لا يتجاوز الثلاثين. وذكرت مصادر أخرى أن العناصر التي تقيم في الخيام أغلبها من العائدين، وقد «اختارت المنطقة لكي تكون بعيدة عن أي تفكيك للمخيم من طرف القوات المغربية». وأوضح مصدر أممي أن الأمر يتعلق بعائدين من الداخلة رفضوا التوجه إلى المدينة لأنهم «يريدون الاستقرار في العيون»، ولما رفضت السلطات المغربية الاستجابة لما أرادوا، قرروا البقاء في المنطقة. وقد شهد البرلمان الأوروبي أمس نقاشا حادا حول أحداث العيون، وعلم من ستراسبورغ أن التدخلات تمحورت ما بين نواب وفرق معروفين باستعدائهم للمغرب، وطرف آخر طالب بالإحاطة بكل المعطيات المتعلقة بأحداث العيون، وعدم الاكتفاء بوجهة نظر واحدة. وكان الاشتراكيون والشعبيون بالبرلمان الأوروبي قد توصلوا نهاية الأسبوع الماضي إلى اتفاق يقضي بتأجيل التصويت على قرار حول الموضوع إلى دجنبر المقبل، بعد اجتماع مجلس الشراكة الأوروبي المغربي، إلا أن فرقا تابعة لليسار والخضر دفعت باتجاه التصويت على القرار يومه الخميس. وحسب مصادر بستراسبورغ، فإن هناك مشروعا مقدما للتصويت، من طرف هذه الجهات، يطالب بإيفاد لجنة تحقيق أممية إلى العيون، وتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الإنسان، وهو تحيز مكشوف للبوليساريو، غير أن فرقا أخرى قدمت مشروعا آخر أكثر توازنا، وهو ما قد يؤدى في نهاية المطاف إلى عدم التصويت على أي قرار منهما، كما حدث السنة الماضية، عندما سعت أطراف معادية للمغرب، دون جدوى، لاستصدار قرار من البرلمان الأوروبي ضد المغرب بخصوص ما عرف بقضية أميناتو حيدر. من جهة أخرى أكد رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو أنه سيكون من الصعب تقبل الحقيقة التي بدأت تظهر جليا بخصوص الأحداث الأخيرة بالعيون من قبل الموالين للبوليساريو في إسبانيا. وذكرت وكالة الأنباء «أوروبا برس» الإسبانية، استنادا إلى أعضاء اللجنة التنفيذية الاتحادية للحزب العمالي الاشتراكي الإسباني، التي عقدت الاثنين اجتماعا بمدريد، أن رئيس الحكومة الإسبانية طلب من اللجنة التنفيذية إطلاع أعضاء الحزب والمجتمع الإسباني على المعطيات المتعلقة بتفكيك مخيم كديم إيزيك، مقرا بأنه«قد يكون من الصعب على مجموعة كانت قريبة تقليديا من جبهة البوليساريو تقبل هذه المعطيات». من جهة أخرى أكد خيسوس كالديرا، وزير التشغيل السابق رئيس مؤسسة «إدياس» (أفكار) التابعة للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أنه لم يتم تفسير أحداث العيون للمجتمع الإسباني بالشكل الكافي، مبرزا أن قوات الأمن المغربية لم تكن تحمل أسلحة خلال تفكيكها لمخيم كديم إيزيك. وكانت يومية الباييس أرسلت ، كمراسل لها، بعد الاتفاق المغربي الاسباني، الصحافي طوماس باربولو، الذي يقدمونه على أساس أنه متخصص في الصحراء. والحال أن السيد طوماس معروف بمواقفه المساندة للبوليزاريو، كما سبق له أن كتب كتابا عن «التاريخ الممنوع للصحراء الاسبانية». كما توجد الى جانبه أنا روميرو، المتعصبة، والتي نشرت أكاذيب عن المغرب ، منها خبر المدنيين المغاربة المسلحين الذين يسندون القوات العمومية في مواجهة المعتدين. وكان وزير الاتصال قد أشار في لقاء له ببرنامج « حوار» الى أن « هؤلاء الصحافيين الذين جاؤوا مازالوا يواصلون الافتراء».