«لا سبيل لمواجهة خطر «غراب المدن» (الأكياس البلاستيكية السوداء) إلا بانخراط جماعي في برنامج دائم يستمر إلى الأجيال المقبلة» . ذلك ما أكده ياسين الزكزوني رئيس جمعية موارد البيئة والطاقة في معرض تقديمه لمشروع مراكش بدون أكياس بلاستيكية الذي بادرت إلى بلورته الجمعية المذكورة تحت شعار : «باركا من الميكا» ، في ندوة صحفية أقيمت مساء الثلاثاء 9 نونبر 2010 . فمراكش المعروفة بحجم ساكنتها الكبير وباتساعها العمراني المتزايد والسريع، وبنشاطها الاقتصادي، تشهد معدل استهلاك كبير للأكياس البلاستيكية التي يصل إنتاجها وطنيا إلى ثلاثة ملايير كيس في السنة ويتجاوز معدل الاستهلاك الفردي اليومي 11 كيلوغراما . لذلك سعت جمعية موارد حسب رئيسها إلى المساهمة في تحقيق بنود الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة من خلال مشروع مراكش بدون أكياس بلاستيكية . وأضاف ياسين الزكزوكي أن مخاطر الأكياس البلاستيكية التي تنتج في ثانيتين وتستهلك في 12 دقيقية لكن تحللها في الطبيعة يستلزم مابين 400 سنة وألف سنة، يفرض على كل غيور على مستقبل الحياة وجودتها أن يعمل كل ما في وسعه لمواجهة هذا المنتوج المهدد للبيئة وللحياة . فالأكياس البلاستيكية منتجة لمادة الديوكسيد المتسببة في السرطان وهي مضرة بالنباتات والحيوانات البحرية وغيرها .. ومن ثمة فالقضاء على هذه الأكياس يشكل هما مجتمعيا وحكوميا بالمغرب من خلال التوجيهات الملكية في هذا المضمار، مما يجعل مساهمة المجتمع المدني مطلوبة لتحقيق الأهداف المرجوة عبر المصادقة على قوانين تنظيمية جديدة والمتعلقة بالحد من الآثار السلبية للأكياس البلاستيكية . وأوضح رئيس جمعية موارد أن برنامج هذا المشروع الذي تحتضنه بعض أسواق وأحياء ومدارس مراكش من 9 نونبر إلى 14 منه، يتمحور حول التوعية والتكوين وذلك باستهداف تجار سوق الحي المحمدي بلبكار وتلاميذ بعض المؤسسات التعليمية لتحسيسهم بمخاطر الأكياس البلاستيكية، وبأهمية استعمال البدائل والأكياس الصديقة للبيئة وكذا تنظيم حملات جمع الأكياس لتحفيز السكان على الانخراط اليومي في هذا المشروع، حماية لمجال عيشهم وجودة حياتهم . وتراهن جمعية موارد على استمرار هذا البرنامج وتوسع دائرة المساهمين فيه، وذلك بهدف تغيير ثقافة الاستهلاك التي غدا ملحا اليوم، إدماج مبادئ احترام البيئة فيها من اجل مدينة نظيفة محترمة لحق الأجيال المقبلة في محيط عيش متوازن وسليم .