صحيح أنّه من السابق لأوانه أن نتحدّث عن مباراة الذهاب، التي ستجمع بين المنتخبين الجزائري والمغربي يوم 25 مارس من السنة المقبلة، لأنّ فترة خمسة أشهر المتبقية من شأنها أن تكون كافية لأشبال بن شيخة كي يستعيدوا توازنهم مع أنديتهم، وكافية أيضا لمهاجمينا كي يستعيدوا حسّهم التهديفي، إلاّ أنّ موازين القوى في الوقت الحالي تبدو في صالح الشقيق المغربي الذي يمرّ مهاجموه بفترة زاهية مع أنديتهم الأوروبية... والدليل على ذلك، أنهم يسجّلون أهدافا غزيرة في كلّ جولة، عكس مهاجمينا الذين منهم من لايزال في العيادة يعالج جراحه وإصابته، ومنهم من تحوّل للمساعدة في وسط الميدان، ومنهم من صار يتحجّج بدوره الدفاعي مع ناديه، أو بجلوسه الدائم على كرسي الاحتياط، وهو ما يحدث قبيل خمسة أشهر بالضبط عن المباراة المصيرية لمنتخبنا، الذي قد يرهن مصيره في الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 إن هو تعثر مجدّدا. جبور الاستثناء الوحيد والآخرون في «خبر كان» الحديث عن مهاجمينا يجرّنا مباشرة للتطرق إلى الحالة الجيدة، التي يتواجد فيها رأس الحربة رفيق جبور، الذي يسجل وحده الاستثناء من ضمن مهاجمينا، لأنه رأس الحربة الوحيد الذي يسجّل من أسبوع لآخر أهدافا حاسمة لفريقه اليوناني آيك أثينا ، وعدّاده حتى الآن وصل إلى ستة أهداف هذا الموسم، وعدا جبور فإن المهاجمين الآخرين للمنتخب يواصلون صيامهم مع أنديتهم، في صورة غزال الذي صار يكتفي بدور دفاعي مع ناديه الإيطالي باري دون أن يسجل أي هدف، أو زياية الذي يمرّ بفترات صعبة مع اتحاد جدة السعودي، حيث عجّل افتقاده حسّه التهديفي جلوسه على كرسي البدلاء، وحتى بودبوز العائد من الإصابة صار لا يسجل مع سوشو، فضلا على أن مطمور لازال في فترة نقاهة بسبب الإصابة التي تعرّض لها، والتي أجبرته على عدم مبارحة عيادة ناديه الألماني بوريسيا مونشنغلادباخ. الشماخ القوّة الضاربة لكتيبة آرسين فينغر الأمور مغايرة تماما بالنسبة لمهاجمي المنتخب المغربي الذي يمرّ مهاجموه بفترة زاهية مع أنديتهم القوية والعريقة في آن واحد، ففضلا على أنهم لا يلعبون مع أندية مغمورة من حجم باري وآيك أثينا وغيرهما، فإنهم صاروا من جولة لأخرى يدكّون مرمى المنافسين بأهداف جميلة وحاسمة في الوقت نفسه، ونخصّ بالذكر أوّلا فتى بوردو السابق مروان الشماخ، الذي لم يكن في حاجة لفترة طويلة حتى يفرض نفسه مع ناديه الإنجليزي الكبير أرسنال، لأنه حجز منذ الوهلة الأولى لنفسه مكانة ضمن كتيبة المدرب الفرنسي آرسين فينغر، بل صار في ظرف وجيز أحد هدافيه الأساسيين، سواء في البطولة بتوقيعه ثلاثة أهداف حتى الآن، أو في رابطة الأبطال الأوروبية بنفس الحصيلة ذاتها، فضلا على أنه كان وراء تمريرة الهدف الجميل، الذي سجله رفيقه الحمداوي في مباراة تانزانيا. الحمداوي «يجرح ويُداوي» بأهدافه ومن الشماخ، نتنقل إلى مهاجم مغربي آخر تألق بشكل لافت المواسم الفارطة مع فريقه السابق ألكمار، وواصل تألقه بذات الشكل المريب أمام النادي الهولندي العريق أجاكس أمستردام، والأمر يتعلق برأس الحربة منير الحمداوي، الذي تمكن من توقيع 11 هدفا في البطولة هذا الموسم، ثلاثة منها سجلت في آخر مباراة فقط، فضلا على أنه مكّن فريقه من الخروج بتعادل ثمين أمام ميلان الكبير في رابطة الأبطال الأوروبية بفضل الهدف الذي سجله، ناهيك على أنه كان صاحب هدف الفوز الذي عاد به المنتخب المغربي في الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا 2012 أمام منتخب تانزانيا بملعب الأخير. ولا يفوتنا أن نذكّر بأن الحمداوي كان هدافا لفريقه السابق ألكمار خلال موسم (2008 - 2009) برصيد 23 هدفا. يوسف العربي ثاني هدّاف في البطولة الفرنسية ثالث مهاجمي المنتخب المغربي ممن يمرّون بفترة تألق لافتة هو يوسف العربي، مهاجم نادي كان، الذي يحتل الصف الثاني لهدافي البطولة الفرنسية برصيد 7 أهداف كاملة، وبفارق هدف وحيد على هداف البطولة ديميتري بايي، وآخرها كانت في مرمى نادي نانسي مؤخرا. تألق عجّل بانضمامه السريع إلى المنتخب المغربي، وعجّل أيضا بشروع الفرق الفرنسية الكبرى في الاهتمام به، تحسبا لضمّه في المواسم المقبلة. يوسف حجي خبرة وأهداف في آن واحد يوسف حاجي واحد من المهاجمين المغاربة الذين يمتلكون الخبرة الكافية لصنع الفارق في أيّ مباراة كانت، فاللاعب يواصل تألقه مع ناديه نانسي الفرنسي، بدليل أنه قاده مؤخرا للعودة بفوز ثمين من كان بفضل هدفه الحاسم، فضلا على أنه سجل أهدافا أخرى حاسمة في مباريات أخرى. بوصوفة متألق مع أندرلخت ناصر الشاذلي الجناح الأيسر لنادي توينتي الهولندي واحد من اللاعبين الذين يعوّل عليهم كثيرا في المنتخب المغربي، لأن الحسّ التهديفي للاعب والدور الهجومي الكبير الذي يقوم به، يُجبر المدرب البلجيكي غيرتس على الاعتماد عليه كرأس حربة. فاللاعب مؤخرا فقط مكّن فريقه بفضل هدفه الجميل من تحقيق انتصار ثمين جدا على حساب أيندهوفن القوي. ونختم بالحديث عن مبارك بوصوفة، الذي فرض نفسه أساسيا مع ناديه البلجيكي أندرلخت، سواء في البطولة البلجيكية أو في أوروبا ليغ. هل ستكون 5 أشهر كافية كي يستفيق مهاجمونا؟ وبلغة الأرقام، نتيقّن أن الفرق في الوقت الحالي شاسع بين الحالة التي يمرّ بها مهاجمونا والحالة التي يمرّ بها مهاجمو المنتخب المغربي، غير أن الأمل يبقى قائما في الأشهر الخمسة المقبلة كي يستفيق مهاجمونا القدامى والجدد أيضا من سباتهم، لأن من ضمّهم بن شيخة مؤخرا هم أيضا يغطّون في نوم عميق منذ فترة، في صورة بن يمينة مع ناديه برلين الألماني، أوعودية مهاجم شبيبة القبائل. عن موقع الهداف الجزائرية