سجل عدد من العاملين بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، باستياء وامتعاض بالغين، الحالة التي بات يعاني منها هذا المستشفى، إذ بمجرد هطول أمطار الخير خلال الأيام الأخيرة، حتى عرت العيوب، وكشفت عن وجه الإصلاحات التي لم تمض على القيام بها سوى مدة معدودة جدا، وكلفت غلافا ماليا ضخما يقدر بملايين الدراهم، ولم يكن في اعتقاد الملاحظين أن يجدوا أنفسهم يرددون المثل الشعبي: «آ الْمَزَّوَقْ مَن بَرَّا آشْ خْبَارَكْ مَن الْداخْل»، حيث ذاب «المكياج» وظهر أن ما سمي بالإصلاح لم يكن إلا شبه «ترقيعات»، إلى درجة أن بعض العاملين تخوفوا من انهيار محتمل! ولم يفت مصادرنا، في مراسلة لهم، تأكيد المعاناة التي يعيشها العاملون بالمستشفى خلال الأيام الماطرة، حيث تحولت السقوف إلى غرابيل تخترقها المياه المتسربة، وتحولت أكثر من قاعة وجناح إلى برك مائية يصعب العمل داخلها، بالأحرى استعمالها للمرضى أو الزوار، ومن قسم المستعجلات مثلا إلى قاعة الإنعاش التي لم تجد فيها إحدى الممرضات المداوِمات ملجأ تقي فيه نفسها من «السقف الممطر» بالقاعة المخصصة للراحة، أما الصباغة، يضيف العاملون، فقد أخذت تتلاشى من على السقوف والحيطان. على مستوى آخر، سجلت مصادرنا ملاحظة استثنائية، ويتعلق الأمر هذه المرة بطريقة تدبير الأمور على مستوى إدارة المستشفى، إذ منذ حلول المسؤولة الجديدة للمستشفى «وهي تحاول، حسب رأي بعض الأطباء، إتقان فنون إهانة الأطر الطبية، سيما في قيامها بجولات غريبة وصفها أحد الأطباء ب»الاستفزازية»، وتعمد إلى مساءلة المرضى بمختلف أقسام التخصصات، عما إذا دفعوا لهذا الطبيب أو ذاك شيئا ما، وأحيانا تتجرأ على مفاجأة الطبيب بسؤال ما إذا أدى الجميع واجبات التطبيب»، الأمر الذي اعتبره الأطباء، النزهاء منهم على الخصوص، مساسا بكرامتهم، و سلوكا يساهم في زرع البلبلة، سيما أن «ما تقوم به المديرة، حسب رأيهم، لن يعتبر في كل تجلياته سوى اتهام مبطن لهم وللممرضين بالارتشا»ء. مصادرنا أضافت، أن المديرة احتجت مرارا على كثرة شهادات الاحتياج بهدف إرغام المرضى على الأداء، إضافة إلى قيامها بمراقبة ملفات المرضى لدى الأطباء والنظر في مدى مطابقة عدد الملفات مع عدد المرضى في قاعة الانتظار!