مباراة قمة بكل المقاييس، تلك التي احتضنها المركب الرياضي بفاس مساء السبت، برسم الدورة الخامسة من بطولة القسم الأول، والتي جمعت بين المغرب الفاسي والرجاء البيضاوي، بقيادة الحكم بوليفة، وتابعها جمهور فاق 20 ألف متفرج. الفريقان معا قدما عرضا تقنيا استحسنه المتتبعون. مع انطلاقة المقابلة سجل اندفاع للعناصر المحلية، التي استطاعت في الدقيقة الثانية افتتاح حصة التهديف، بواسطة محمد الشيحاني، الذي استقبل كرة مقوسة من ركنية، فأودعها برسية جميلة في مرمى الحارس الحظ، مستغلا غياب المراقبة. هدف أعطى نفسا وحماسا للعناصر المحلية، التي كان في إمكانها إضافة هدف آخر لتأمين النتيجة أمام الرجاء، الذي بدا متواضعا جدا، إلا أن التسرع وتدخل الدفاع حال دون ذلك. وعلى إثر كرة ثابتة من الجهة اليمنى للحارس أنس الزنيتي، يتمكن اللاعب لانسيني كوني من تعديل الكفة بنفس الطريقة التي سجل بها الهدف الفاسي، لتستعيد العناصر الرجاوية بعضا من الثقة في النفس. وكثف الفريق الفاسي من هجماته، لكنه ضيع العديد من الفرص السانحة للتهديف، أحسنها بواسطة رشيد الدحماني ورأسية تيكانا. وانتظر الجمهور المصاوي حتى حدود الدقيقة 41، حيث هيأ قلب الهجوم حمزة بورزوق كرة جميلة على مشارف معترك العمليات، وجدت في استقبالها اللاعب المالي تيكانا، الذي سدد بقرة في مرمى الحارس الرجاوي، بحركة اهتز لها حتى الضيوف. وفي آخر دقائق هذا الشوط كاد بورزوق أن يسجل الهدف الثالث، إلا أنه ضيع أمام اندهاش الجميع، لينتهي الشوط الأول بتقدم المحليين 2 - 1. ومع بداية الشوط الثاني، والذي كان مغايرا تماما لسابقه، دخل الرجاء بعزيمة قوية من أجل البحث عن هدف التعادل، في الوقت الذي كان يتحين فيه المغرب الفاسي الفرصة لاقتناص هدف يؤمن به انتصاره. وهكذا توالت هجومات كل فريق لكن دون جديد، ليدخل اللقاد في جو من الرتابة، ويخيم عليه التواضع، خاصة في الوقت الذي حصن فيه المدرب رشيد الطاوسي وسط الميدان والدفاع، من أجل الحفاظ على النتيجة، وهو ما تأتى له، ليحقق المغرب الفاسي ثاني انتصار على التوالي، الأمر الذي جعله في المرتبة الثالثة.