لا تكتفي مجلة «فوربس» الأمريكية، التي تأسست في سنة1917 من طرف المهاجر الاسكتلندي بيرتي تشارلز فوربس، بإصدار لائحة المائة شخص الأغنى في العالم سنويا، بل تنشر أيضا، من بين ماتنشره في طبعاتها الشهرية الصادرة بسبع لغات، تصنيفات للساسة والرياضيين والفنانين وغيرهم من الشخصيات العمومية بناء على ثرواتهم أو دخلهم السنوي أو تأثيرهم. في الأسبوع الماضي، وكما دأبت على ذلك منذ سنوات، كشفت المجلة، التي توقفت نسختها العربية عن الصدور في أبريل 2009، عند لائحة الكتاب العشرة الذين وفرت لهم أقلامهم أكبر دخل في العالم، مرفقة ترتيبهم بحجم ما جنوه، خلال سنة، من مبالغ لا بد أنها ستسيل لعاب زملائهم المغاربة والعرب في المهنة، بل من المؤكد أنها ستجعلهم يندبون... فقرهم ويلعنون الفتات الذي يجود به عليهم ناشروهم! واعتمد تصنيف المجلة المالية هذا، الذي يغيب عنه بشكل طبيعي ومنتظر كل المبدعين بألسنة غير اللسان الإنجليزي، على موارد الكُتاب من مبيعات نسخ مؤلفاتهم، حقوق التأليف المترتبة عن اقتباس أعمالهم سينمائيا وتلفزيونيا، التعويضات المرتبطة بالعقود المبرمة مع شركات تطوير ألعاب الفيديو، بالإضافة إلى مداخيل أخرى، وذلك خلال الفترة الممتدة من فاتح يونيو 2009 إلى فاتح يونيو 2010. لا أحد غير الكاتب والروائي الأمريكي جيمس باترسون، المؤلف الغزير الإنتاج المشهور بحبكاته للجرائم المثيرة التي يفك ألغازها رجل التحري آلكس كروسي، تربع على عرش «فوربس» للكتاب، إذ ضخت إبداعاته هذه السنة في حسابه البنكي ما لا يقل عن... سبعين مليون دولار، لا أقل بقرش ولا أكثر بفلس! وقد تبوأ صاحب «منزل البحيرة» صدارة القائمة بفضل تحقيق مؤلفاته لأعلى نسبة مبيعات في الولاياتالمتحدة، وكيف لا ورواية من أصل 17 رواية مبيعة في بلاد العم سام، تحمل توقيعه؟ الميدالية الفضية آلت لستيفاني ماير، صاحبة سلسلة «مصّاصو الدماء» الشهيرة، وقد جنت الكاتبة الأمريكية أربعين مليون دولار هذا العام، رغم أنها لم تنشر أي كتاب جديد خلال 12 شهرا الماضية. لكنها حصدت الملايين بفضل عروض الجزء الثالث من الفيلم المستوحى من سلسلتها في يونيو الماضي، علما بأن هذه السلسلة ترجمت إلى 37 لغة واقتناها أكثر من 100 مليون قارئ عبر العالم. وبحصوله على 34 مليون دولار، حاز مؤلف روايات الرعب ستيفن كينغ الرتبة الثالثة. وإذا كانت العديد من مؤلفات الكاتب الأمريكي قد تحولت إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية، فإن مبدع «الشيطانة» و»1408» كان يوقع أعماله في بداياته باسم ريتشارد باكمان المستعار. جوان كاثلين رولِنغ، الكاتبة الإنجليزية المعروفة أكثر بلقبها المختصر جي كي رولنغ، «والدة» هاري بوتر الأديبة ومؤلفة سلسلة القصص الأشهر حاليا في العالم التي يضطلع ضمنها الساحر الصغير بدور البطولة، تمسكت بالنواجذ بموقعها ضمن العشرة كتاب الأوائل من حيث الدخل السنوي، فجاءت في الرتبة العاشرة إثر حصادها لعشرة ملايين دولار، علما بأنها لم تنشر، هي الأخرى، أي جزء جديد،هذا العام، من سلسلتها الناجحة ورقيا ورقميا وسينمائيا، ربما لاعتكافها على عد ثروتها التي تجاوزت المليار دولار بفضل هاري بوتر. أما الرتبة الرابعة وما يليها في تصنيف «فوربس» للكتاب الأكبر دخلا في العالم، فقد نالها على التوالي: - الكاتبة والروائية الرومانسية الأمريكية دانيال ستيل ( 32 مليون دولار)، مؤلفة «امرأة من زمن الحب» التي تحكي بطلتها، إدفينا وينفيلد، التجربة التي عاشتها شخصيا أثناء وعقب غرق سفينة تيتانيك. - الكاتب البريطاني الجنسية والمنحدر من بلاد الغال كين فوليت (20 مليون دولار)، المتخصص في الرواية التاريخية وصاحب «أعمدة الأرض» التي ترجمت إلى خمس لغات. - الكاتب والروائي الأمريكي دين كونتز (18 مليون دولار)، المعروف بحبكة رواياته، ومنها «وجه الخوف»، المشوقة التي لا تخلو من غموض، وبتوظيفه لتيمات الرعب والخيال العلمي والسخرية. - كاتبة الروايات البوليسة، الأمريكية جانيت إيفانوفيتش (16 مليون دولار)، التي اشتهرت أساسا بفضل سلسلة مغامرات ستيفاني بلوم، بائعة الملابس النسائية الداخلية التي تتحول إلى مطاردة للمجرمين لتنال المكافآت المالية المخصصة للقبض عليهم قصد اقتناء ما تحتاجه من مواد غذائية، وقد نشرت خلال السنة الجارية رواية « بلوم المحظوظة» التي تندرج ضمن ذات السلسلة. - المحامي والكاتب الأمريكي جون غريشهام (15 مليون دولار)، الذي ترصد إنتاجاته الجانب القانوني أو تصف الجنوب الأمريكي المتميز بطابع ريفي، والذي تحولت العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية، ومنها «صانع المطر» من إخراج فرانسيس فورد كوبولا. - الكاتب الأمريكي نيكولاس سباركس (14 مليون دولار)، ذو الروايات المفحمة بالمنحى المسيحي، الرومانسي، المأساوي والمصيري، التي ترجمت إلى 35 لغة، والتي تحول بعضها إلى أشرطة سينمائية، ومنها «نزهة للتذكر» التي استلهم شخصيتها الرئيسية من أخته المتوفاة، دانيل.