لم يعط المسؤولون بجماعة أيت فاسكا القروية، الرسالة الموجهة إليهم من طرف بعض المستشارين أي اهتمام يذكر في ما يخص الكلاب الضالة الآخذة في تنام متسارع. وهو ما بات يهدد أمن وسلامة المواطنين ليل نهار ويشغل بالهم. وتوخت الرسالة من المسؤولين إدراج نقطة الكلاب الضالة في جدول أعمال دورة فبراير 2010 التي توصلت بها الرئاسة بتاريخ 28/01/2010 وسجلت تحت عدد 17 ، وذلك من أجل التداول في شأنها واتخاذ القرار المناسب وإعادة السكينة بالمنطقة.« لكن مياه كثيرة جرت تحت الجسر دون أن تطفو هموم المواطنين فوق السطح، ووجه الاهتمام إلى منعطفات أخرى وغُيبت مصالح السكان» يقول أحد المستشارين للجريدة، ومنذ ذلك التاريخ عرفت الكلاب الضالة بجماعة آيت فاسكا تناميا مهولا في أعدادها ، تجاوزت حسب بعض التقديرات، 600 كلب ضال (دون احتساب الرسوم) أي الولادات الجديدة والأعداد الوافدة على تراب هذه الجماعة! معاناة السكان بجماعة آيت فاسكا تزداد وتكبر بتنامي أعداد هذه الحيوانات في غياب أي حملة وقائية أو تطهيرية، وحسب بعض التصريحات فإن أكبر الضحايا هم العمال العائدون من وإلى دواويرهم صباحا أو ليلا والتجار القاصدون الأسواق المجاورة باكرا، حيث يصعب عليهم استعمال الطريق فرادى، الأمر الذي يجبرهم على الانتظار ببعض النقط وتشكيل مجموعات تؤهلهم للتصدي لهذه الفيالق من الحيوانات التي مازالت تتنقل بتراب الجماعة في غياب أي تدخل لأي جهة كانت. نصيب الأطفال وأبناء المدارس قد يتجاوز حصة آبائهم من التوجس والخوف نظرا لصغر سنهم والانتشار الكبير لهذه الحيوانات بقرى ودواوير الجماعة «في مرات عدة يتعذر على أبنائنا التوجه إلى حجراتهم المدرسية ما لم يُسعف الوقت من سيُرافقهم إلى هناك، بحكم المشاغل المنزلية من طهي وتصبين...»، تقول إحدى الأمهات للجريدة. الآباء بدورهم متوجسون من هذا الجانب حيث يبقى همهم مغادرة الأمكنة باكرا قصد الالتقاء بزملائهم عند النقط المعهودة والمتفق حولها سلفا من أجل التكتل للعبور في أمن وأمان والإنصراف إلى البحث عن لقمة عيش قد يحصلون عليها وقد لا يتمكنون من ذلك، وإلى ذلك فإن أصحاب إسطبلات الدجاج والكسابة يعتبرون بدورهم من ضمن ضحايا هجومات الكلاب الضالة بالمنطة التي تظل ملتصقة بمحيط هذه المزارع والضيعات وفضاءات الرعي مُتحينة الفرصة المواتية للانقضاض على الفريسة من دجاج ورؤوس أغنام، وحسب شكاية لبعض المتضررين فإن أعدادا لا يستهان بها من الدجاج والخرفان تمت مهاجمتها من طرف الكلاب الضالة مؤخرا. وحسب استطلاع للرأي المحلي، فإن احتلال الكلاب الضالة بجماعة آيت فاسكا يظهر بجلاء كبير بالمدارس وبالوحدات التعليمية غير المسيجة وبالدواوير المحاذية لغابة (تكركوست) كدوار الكركور زاوية سيدي ادريس أمانوز الثلثية بشقيها أمناشور ابن سلو المرس ودوار الكرس... وأينما وُجدت مزارع الدواجن والزرائب. اعتداءات لم يسلم منها سكان مركز الجماعة حيث يصعب عليهم التنقل ليلا وفي الصباح الباكر، وضعية لم يستثن منها المتسابقون الآتون من مراكش عبر الطريق الوطنية رقم 9 في إطار كوكبات رياضية حيث يقومون بتداريب وتمارين تطبيقية خلال عطلة نهاية الأسبوع، فهم شهادة حية عن احتلال الكلاب الضالة لهذه الطريق وما يعانونه بدورهم جراءها. في السياق ذاته وارتباطا بنفس الموضوع وما خلقته الكلاب الضالة في نفوس الناس من ذعر ورعب، فإن الرأي المحلي يتساءل عن دور مجلس الجماعة في هذه الأزمة؟ في نفس الآن يتساءل عن دور السلطات المحلية وأعوانها في هذه الوضعية؟