يستقبل الوسط الرياضي العالمي نهائيات كأس العالم 2010 التي تستضيفها جنوب أفريقيا ابتداءً من 11 يونيو الجاري وكله خوفٌ من قلة الشروط الأمنية والتنظيمية والصحية للبلد الذي ينظم الحدث للمرة الأولى في القارة السمراء، مقارنةً بالقارة العجوز التي تعد نموذجاً للرقي في احتضان أهم الأحداث العالمية. وتراود محبي الساحرة المستديرة مخاوف جمة بالنظر إلى معدلات الجريمة العالية في بلاد نيلسون مانديلاً، فضلاً عن الأمراض المتفشية في المدن التي تستقبل وفود الدول المشاركة وأنصار منتخباتها. وتشير التقارير الصادرة عن مؤسسات صحية دولية إلى أن جنوب أفريقيا تعد من أكثر دول العالم تأثراً بالإيدز، مما يشكل هاجساً رهيباً لدى الراغبين في حضور كأس العالم رغم التذاكر مخفضة الثمن التي طرحت في الأسواق منذ نوفمبر الماضي. ويعتبر المونديال الأفريقي تحدياً هاماً لأصحاب الضيافة، خصوصاً أن الأنظار مسلطة عليهم لمتابعة التحضيرات وطرق استغلال النهائيات من النواحي الاقتصادية والاستثمارية والرياضية، مما يتطلب من اللجنة المنظمة جهوداً جبارة بالتنسيق مع اللجان الأمنية للتغلب على أكبر العوائق التي قد تدق مسماراً في نعش تنظيم البطولة في القارة السمراء مجدداً. وبالأمس القريب تعرضت استعدادات جنوب أفريقيا لصدمة كبيرة بعد وفاة مطربها الشهير سيفيو نتشيبي الذي كان مقرراً أن يغني في حفل الافتتاح تحت عنوان «أمل»، لكنه قضى لإصابته بمرض الالتهاب السحائي. وتبعها مباشرة حادثة سرقة ليست غريبة على البلاد أبلغت عنها بعثة المنتخب الكولومبي الموجودة في جوهانسبرغ، الشيء الذي أثار موجة غضب لدى رجال الشرطة الجنوب أفريقية ودفعهم لعدم التهاون مع القضية فألقوا القبض على عمال الفندق المشتبه بتورطهم وأجروا معهم تحقيقاً للعثور على المفقودات. ولم تكن تلك الحادثة الأولى، إذ تعرض المنتخبان البرازيلي والمصري من قبل للسرقة خلال إقامتهما في أحد الفنادق خلال مشاركتهما في كأس العالم للقرارات التي استضافتها جنوب أفريقيا أيضاً الصيف الماضي. وما زالت الذكريات الأليمة للبطولات الأفريقية حاضرة في أذهان الجماهير بعد الاعتداء المسلح على بعثة الطوغو التي انسحبت على الفور من بطولة أمم أفريقيا التي أقيمت في أنغولا التي لا تبعد كثيراً عن جنوب أفريقيا قبل أشهر قليلة. ويتساءل الشارع الرياضي العالمي: هل سيمر كأس العالم 2010 على خير؟ ماذا عن الترتيبات الأمنية الواجب اتباعها للتصدي لعمليات السرقة في الفنادق والشوارع؟ وأين المفر لدى الجماهير المتوقع زحفها لحضور النهائيات من الأمراض المعدية؟ وهل ستثبت جنوب أفريقيا للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أن اختيارها لاستضافة الحدث في مكانه؟ الإجابة عند أبناء مانديلا الذين دفعت بلادهم نحو 4.5 مليار دولار لتنظيم النهائيات بعدما صرفتها على البنية التحتية من ملاعب جديدة ونفقات تحسين العمليات الأمنية والترتيبات اللازمة لإنجاح الحدث الذي يمتد لشهرٍ كامل.