يخوض ،يوم غد الأحد، على الأقل أربعة ألمان من أصول مغربية غمار الانتخابات الجهوية التي تشهدها ولاية الراين شمال فاليا . وهي إحدى أهم الولايات الألمانية وعاصمتها دوسلدورف. وتعد هذه الانتخابات أول امتحان لحكومة برلين الاتحادية بعد انتخابات البوندستاغ التي جرت في الخريف الماضي والتي حملت نتائجها تحالف اليمين بقيادة المستشارة انجيلا ميركل والليبراليين بقيادة وزير الخارجية غيدو فيستهفيله إلى سدة الحكم. و تكتسي هذه الانتخابات أهمية بالغة، فهي من جهة تيرموميتر للحكومة الاتحادية الحاكمة في برلين، بحيث أنها قد تغير تركيبة المشهد السياسي في الغرفة الثانية (البندسرات)، وبالتالي امكانية فرملة السياسة الاتحادية التي ينوي تحالف الغرفة الأولى (البندستاغ ) تنفيذها. وتتجلى الاهمية الثانية في كون هذه الانتخابات قد تفصح عن أول حزب تشكل من الألمان ذوي الأصول الأجنبية وهو الحزب الذي يخوض غمار هذه الانتخابات الجهوية تحت اسم « التحالف من أجل العدالة و الابتكار». ويعد هذا الحزب حزبا حديث العهد، بحيث تأسس قبل شهر فقط ويخوض غمار الانتخابات الجهوية. يقول نائب الرئيس موسى أشرقي وهو من أصل مغربي ويشغل منصب نائب الرئيس ويحتل المرتبة الثانية على مستوى لائحة الحزب الانتخابية: « «أننا لا نشكل منافسة للأحزاب الأخرى بقدر ما أننا نساهم في إثراء السياسة الجهوية» . موسى أشرقي ليس المغربي الوحيد الذي يخوض غمار هذه الانتخابات، فهناك اسماء أخرى كالطبيبة نادية النجاري المنحدرة من مدينة مراكش، و عبد العزيز فشرو، وأحمد بورعدة. اضافة إلى أسماء عديدة من جنسيات مختلفة. وتبدو حظوظ بعض المغاربة وافرة جدا خصوصا الذين يترأسون لوائح الحزب في مدينة دوسلدورف حيث تواجد نسبة كبيرة من الجاليات الأجنبية و المغربية بالخصوص. تأسيس هذا الحزب من طرف ذوي الأصول الأجنبية يطرح عدة أسئلة على المشهد السياسي الألماني من قبيل هل تفتح الأحزاب السياسية الألمانية أبوابها للفاعلين السياسيين من أصول أجنبية؟ وهذا ربما ما دفع رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى قبل أيام إلى تعيين أول وزيرة في تاريخ ألمانيا من أصول تركية وهي أيغول أوزغان التي تقلدت حقيبة الشؤون الاجتماعية، النساء، الأسرة، الصحة والهجرة.