أضحى الاتجار في أقراص الهلوسة «القرقوبي» بمحيط المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية، وحتى خلف أسوارها الداخلية، أمرا مغريا للعديد من الشبكات، التي وجدت وتجد في الأمر تجارة مربحة، دون استحضار الأبعاد السلبية للعملية على المجتمع ككل، إذ لاتكل هذه الشبكات في إبداع صيغ جديدة من أجل نشر سمومها التي تؤثر سلبا على هؤلاء التلاميذ وتؤدي بهم إلى ممارسة العنف على أساتذتهم ومؤطريهم، وتدفع بهم إلى الإعراض عن الدراسة والسقوط في الهدر المدرسي، واقتراف السرقات والعديد من الممارسات اللاأخلاقية، ويطال العنف حتى الأصول ولاتسلم أجسادهم منه حين يقومون بالعبث بها، وقد يتطور الأمر إلى حد إزهاق الأرواح كما هو الشأن بالنسبة للمجزرة التي كانت منطقة سيدي مومن مسرحا لها. عناصر فرقة مكافحة المخدرات بمصلحة الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية البرنوصي ازناتة (أناسي)، وفي إطار الاستراتيجية التي تنهجها من أجل الحد ومحاربة شتى أنواع الجريمة واستهلاك وترويج المخدرات، تمكنت خلال يوم الجمعة الأخير، بعد عملية شاملة، من توقيف شبكة تتكون من ستة أشخاص، يقوم أعضاؤها بترويج الأقراص المهلوسة واعتراض سبيل المارة بواسطة السلاح الأبيض، عملية الإيقاف تمت بعدما قام أحد أفراد هذه الشبكة بصب مادة البنزين على سائر جسده نتيجة استهلاكه لكمية كبيرة من حبوب «القرقوبي»، فحاول إضرام النار في نفسه، ليتم إيقافه وفتح تحقيق في الموضوع، بناء عليه تم توزيع الأدوار بين عناصر الفرقة الأمنية، فتكللت العملية بإيقاف أخطر أفراد الشبكة الذي حاول المقاومة باستعمال سيف من الحجم الكبير من نوع «إميديا»، وقاوم رجال الأمن بشراسة قبل ان تتم السيطرة عليه وشل حركته، تلتها بعد ذلك عملية إيقاف ثلاثة أشخاص آخرين عبارة عن مساعدين وبحوزتهم جميعا أقراص للهلوسة، أسلحة بيضاء، مبالغ مالية متفاوتة وهواتف نقالة يستعملونها في تجارتهم المحظورة، ووفق المعطيات التي كشف عنها «زعيم» الشبكة تم إيقاف شخص خامس ، الذي اعترف بالمزود الرئيسي لهم ! عملية الاعتقال خلفت استحسانا وارتياحا في أوساط سكان سيدي مومن لكون أفراد الشبكة، حسب مصادر مطلعة، يعتبرون من مروجي أقراص الهلوسة الرئيسيين بمختلف إعداديات وثانويات المنطقة، كما هو الشأن بالنسبة لإعدادية الفقيه القري، ولايقف ترويجهم للمخدرات خارج أسوار المؤسسات بل ينتهكون حرمتها كذلك. ويتعلق الأمر بكل من (م.ف) من مواليد 1990 بالبيضاء بدون سوابق، (ع.و) 1992 بالبيضاء والملقب بولد المسكيني بدون سوابق، (ح.ر) 1988 بالبيضاء له عدة سوابق قضائية في مجال السرقة واعتراض سبيل المارة والتحرش الجنسي بالقاصرات أمام الثانويات، (ح.ب) 1990 بالبيضاء بدون سوابق وهو الشخص الذي حاول إضرام النار في جسده، (ع.أ) 1990 بالبيضاء بدون سوابق، (ي.م) 1982 بالبيضاء من ذوي السوابق في مجال الاتجار في أقراص الهلوسة، وقد تمت إحالة هذه الشبكة التي أغلب أفرادها هم من مواليد 1990 وتم حجز 235 حبة قرقوبي لديهم مع مبلغ يقارب 2500 درهم، على النيابة العامة أمس الإثنين، بتهمة تكوين شبكتين متخصصتين في ترويج الأقراص الطبية المهلوسة ومخدر الشيرا بجانب مؤسسات تعليمية واستهلاك الأقراص والضرب والجرح الخطيرين باستعمال السلاح الأبيض والتهديد بواسطته ومحاولة الانتحار.