جاء في الوثيقة المعنونة ب «المسيحية في شمال افريقيا»: «دروس من التاريخ» التي أعدها (ر. د) أحد أعضاء الطائفة بمراكش: «أن المسيحية جزء أساسي من تراثنا الديني والثقافي في شمال افريقيا. فقد عرف الناس طريق المسيح وأحبوها في هذه المنطقة زمنا طويلا قبل أن تبلغ شمال أوربا وأمريكا والشرق الأقصى. لقد ترسخ الإنجيل في شمال إفريقيا.. وخلال ثلاثة قرون سمع الأمازيغ كلمة الله واستجابوا لها.. ينبغي أن نوزع الكتاب بشكل موسع في أكثر أشكاله فهما: ترجمة أبسط، أجزاء أصغر، طباعة أكبر، أسطوانات مسموعة، مزامير ملحنة... إلخ، حتى يكون بمتناول الجميع أن يصلوا إلى كلمة الله. ومن طبيعة الحال سيفضل سكان الحواضر المتعلمون أن يستعملوا لغة المثقفين، لذلك يجب أن يُشجعوا على استعمالها دون احتقار البدائل الأخرى. ينبغي أن نعطي لإخواننا الوطنيين اهتمامنا بالهالكين ورؤيتنا الممنوحين من الله، ليتمجد اسم المسيح ويُحَبَّ في كل أنحاء هذه البلاد، فإذا لم تضع الكنائس يدها على هذه الرؤيا، فلن تستطيع البدء في إيصال البشارة إلى ذويها وشعبها. أما إذا وضعت يدها عليها، فإن النتيجة ستكون مذهلة للغاية. فعندما يكون هناك ألف مؤمن من شمال إفريقيا يرغبون في «أن يتفقوا ، وأن يتفقوا لأجل الآخرين» وأن يحسبوا الكلفة ويبدلوا حياتهم. وأن يتركوا بيوتهم ويتجهوا إلى الجبال والسهول غير حاملين سوى وعود الله وقوة روحه، إذ ذاك سترى حصادا نتشوق إليه ونصلي من أجله. يجب أن يوضع التبشير في يد إخوة محليين شجعان، منكرين لذواتهم، متواضعين ومتشبهين بالمسيح. ومهمتنا أن نهيء الكنائس لهذا المشروع العظيم.»..» . وفي هذا الإطار، عمل أعضاء الطائفة على إنجاز عدة وثائق كالأناجيل المترجمة إلى الدارجة والأمازيغية. ومن أهم وأضخم المشاريع التي يشتغلون عليها حاليا في هذا السياق، الترجمة التي تعد بمراكش للكتاب المقدس الذي يضم الإنجيل والتوراة والزبور، والتي يتم نقلها إلى الدارجة المغربية... وفي المرحلة الثالثة تكون الدعوة المباشرة لاعتناق المسيحية والانضمام للطائفة، وفي الغالب يكون الانضمام بطلب من الشخص المعني بفعل المخلفات النفسية والعقدية للمرحلتين السابقتين. يتطور موقف أعضاء الطائفة من المحيط الثقافي والديني أساسا ليصل الى درجة يصبح فيها بعضهم متبنيا لموقف متطرف منه، لأن التكوين الذي يتلقونه داخل الطائفة يرتكز على التأكيد على «عدم أصالة الدين الاسلامي وبطلان مضمونه الروحي»! ويسود لديهم قلق كبير يصل حد الكره تجاه رموز الاسلام. ويتلقون المناسبات الدينية الاسلامية (رمضان والأعياد..) كعنف ضدهم!