حسب اغلب الاستطلاعات التي تم نشرها مؤخرا بفرنسا فان الحزب الاشتراكي المعارض سوف يحصل على أغلبية الجهات بفرنسا في الانتخابات التي سوف تتم يوم غد الأحد في دورتين .وذلك لمعاقبة الأغلبية اليمينية الحاكمة بفرنسا والتي يتزعمها نيكولا ساركوزي . كل الاستطلاعات عكست التدني الكبير لشعبية الرئيس الفرنسي والتي وصلت إلى أدنى الحدود. فحسب استطلاع أوبينيون واي الذي نشر يوم الخميس 11 مارس فان نسبة الفرنسيين التي تساند سياسة ساركوزي لم تتجاوز 38 في المائة.وهي أدنى مستويات نيكولا ساركوزي مند 2007.. وهو ما يعني ان العقاب سوف ينزل بصناديق الاقتراع يوم 14 مارس . ويبدو ان اليسار سوف يستفيد من هذا التوجه ، فقد عبر في نفس الاستطلاع ،43 في المائة من الناخبين عن رغبتهم في انتصار اليسار في حين ان نسبة الراغبين في انتصار اليمين لم تتعد 30 في المائة. الرئيس الفرنسي في حوار لجريدة الفيكارو الفرنسية حاول التقليل من هذ التراجع وانعكاساته على سياسته بالقول « انتخابات جهوية ، لها نتائج جهوية» وبالتالي استبعد أي تغيير في الحكومة بعد هذه الانتخابات رغم ان عددا من وزرائه مرشحون بها . طبعا المعارضة الاشتراكية تسير اليوم الأغلبية الساحقة للجهات الفرنسية 20 جهة من بين 22 جهة .والحزب الاشتراكي يطمح بفعل الوضع الذي تعيشه الحكومة تسيير جميع الجهات بفرنسا خاصة ان الحزب تحسن مردوده وأصبحت الكاتبة الاولى مارتين اوبري تتمتع بشعبية كبيرة وسط الفرنسيين الوضع بفرنسا على المستوى السياسي ،الاقتصادي والاجتماعي مضطرب فعدد العاطلين وصل لأول مرة إلى 10 في المائة وهو رقم لم يحصل منذ عدة سنوات .الاضطرابات والاحتجاجات تمس جميع القطاعات اخرها قطاع تكرير البترول .اصلاح القضاء الذي تدافع عنه الحكومة يواجه معارضة كل مكونات القضاء من قضاة ومحامين بفعل رغبة الحكومة إلغاء وظيفة قاضي التحقيق . منتسكيو منظر فصل السلط بفرنسا سوف يتقلب في قبره ،لأن هدف الاصلاح هو تقوية هيمنة السلطة التنفيدية على السلطة القضائية والفصل بين هذه السلط يعتبر من اهم مميزات الديمقراطية. طبعا توالي الاخطاء المرتكبة من طرف الحكومة كلها في صالح المعارضة التي من المنتظر ان تحصل على التسيير في اغلب الجهات ان لم تحصل عليها كلها.والجهات اليوم بفعل اللامركزية أصبحت تلعب دورا كبيرا لتعويض الدولة في عدد من القاطاعات مثل بناء المؤسسات التعليمية والطرقات بل تقوم حتى بمساعدة المقاولات المعرضة للانهيار وقد قد خصصت الجهات عدة ملايير لمساعدة المتضررين اثناء الازمة المالية والاقتصادية والتي لم تنته تداعياتها حتى الآن . هذه الوضعية السيئة التي تعيش عليها الاغلبية اليمينية الحاكمة بفرنسا جعلتها تخوض حملة انتخابية شرسة تستعمل فيها جميع الوسائل حتى وسائل الجبهة الوطنية العنصرية . ففي جهة باريس تم الهجوم بشكل قبيح وعنصري على رأس لا ئحة فال دولواز علي سومري وتم اتهامه بانه من اكبر المنحرفين ليتبين فيما بعد ان له سجل عدلي خال من أي شيء وانه فقط تعرض لمتابعة صغيرة لعدم توفره على رخصة السياقة. لكن اليمين الفرنسي حاول تقديم الحزب الاشتراكي و كأنه حزب يقدم المنحرفين في الانتخابات وهذه الحملة على علي سومري فقط لأنه من اصل افريقي مسلم.مما جعل الحملة تزيغ عن اهدافها وهو خدمة الفرنسيين ودفع بعض اطراف المعارضة إلى النبش في الملفات القضائية لبعض اقطاب اليمين والذين كان بعضهم من عتاة المنحرفين قبل التوبة والدخول إلى الحياة السياسية. على أبواب الانتخابات الجهوية تعيش فرنسا في حالة ازمة في جميع المجالات وهو ما يعكس حالة الخوف التي تسيطر على الحياة السياسية والانزلاقات العنصرية التي تمت اثناء النقاش حول الهوية الفرنسية وكذلك اثناء الحملة الانتخابية حول الجهات مما جعل الجبهة العنصري تتعرض لمنافسة من طرف اليمين الحاكم .فهل يعاقب الناخبون الفرنسيون هذا التوجه أم سيؤيدونه بمناسبة الانتخابات في اخر الاسبوع.