نظمت النقابة الوطنية للثقافة (ف د ش ) ، يوم الخميس الماضي بقاعة الندوات بالمكتبة الوطنية، يوما دراسيا في موضوع تدبير السياسة الثقافية بالمغرب: واقع وآفاق. في مستهل الندوة أبرز رضوان الشرقاوي الكاتب العام أهم مطالب النقابة واشتكى من التهميش ومن أبواب الحوار الموصدة لحد الآن من قبل وزراء الثقافة ،وجاءت كلمة ممثل الوزير لتؤكد استعداد الوزارة لإقامة علاقة مع كل المكونات في المجال الثقافي. كلمة قصيرة لنائب الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، محمد فاتحي، تناولت موضوع الثقافة باعتباره عنصرا أساسيا في تحديد الهوية المغربية ودعا المثقفين للعودة للعب أدوارهم، كما دعا المسؤولين لعدم اختزال التقدم في المجال الاقتصادي فقط . واستعرض ذ.ابراهيم إغلان عدة تأملات في المشهد الثقافي من أهمها غياب سياسة ثقافية واضحة ، انعدام تكوين مستمر للأطر ، غياب هيكلة الوزارة وضعف ميزانيتها، مآل خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.... الاستاذة خديجة بكور استعرضت عناصر إشكالية التدبير الثقافي ودور الثقافة في التنمية ببلادنا . بينما ركز ذ. العلالي في تدخله على ضرورة كسب رهان الثقافة في إطار الجهوية مستقبلا مشددا على نقص كبير في الموارد البشرية والمادية سواء على الصعيد المركزي أو على صعيد المندوبيات الجهوية. واعتبر ذ.أحمد عيدون أن المغرب يتوفر على خزان هائل من أنواع الموسيقى تقارب 75 نوعا ، وبغياب سياسة واضحة في هذا المجال كان المصير هو التهميش واللامبالاة . وفي الأخير قدم ذ.أبو القاسم الشبلي أوضاع واقع التراث المغربي إذ أن المتاحف والبنيات والمباني الأثرية تستدعي اليوم تجنيد طاقات لصيانتها سيما والمغرب يتوفر الآن على أطر وطنية إما مهمشة أو مجمدة. وتستدعي أيضا تدبيرها بشكل عقلاني لجعلها تساهم في تنمية البلاد ،ودعا الجامعات المغربية للانخراط في عملية لجرد وتوثيق التراث ، وخلص في النهاية إلى ضرورة خلق وكالة وطنية للتراث. حضر الندوة جمهور من العاملين في الوزارة وعدد من المهتمين بالحقل الثقافي ، ندوة أراد منظموها أن لا تكون فقط تظاهرة مطالب نقابية صرفة بل أن تكون كذلك مساهمة من العاملين بالوازرة في رصد الواقع الثقافي من الداخل وإبراز اقتراحات وحلول للنهوض بالثقافة في بلادنا.