حين قرر المجلس الجماعي للمعاريف، أواخر الثمانينات، إنشاء مركز تجاري يضم ثلاثين محلا بزنقة جورا سابقا (أسامة بن زايد حاليا) كان الهدف هو توظيف مداخيله المالية لإتمام إنجاز المركب الثقافي (مركب زفزاف) ثم القضاء على مطرح للنفايات واستغلال فضائه في منشأة حيوية تساهم في تنمية الموارد المالية للجماعة آنذاك. وقد صمم المركز وفق هندسة معمارية تجمع بين الفن المعماري المغربي القديم والعصري، إلا أن «أيادي» المجالس المتعاقبة امتدت لتعوض نافورة تقليدية كانت تتوسط المركز التجاري بكشك مغلق! الجريدة عاينت الحالة المزرية التي أصبح عليها المركز التجاري، أكثر من 90% من المحلات فارغة ومغلقة بعد أن تحولت إلى مأوى للمتشردين من مختلف فئات الأعمار، وخصوصا القاصرين، بعد أن نجحوا في تكسير الواجهات الزجاجية للمحلات بالطابق العلوي، يقصدون المكان ليلا للظفر ب «ليلة نوم هادئة بعيدا عن «أعين» سيارة وحدة المساعدة الاجتماعية! الساكنة المجاورة للمركز التجاري بدأ ينتابها الاحساس بالخوف من اعتداء مفاجئ من طرف بعض هؤلاء الأشخاص الغرباء، وهم في الغالب من المدمنين يقول بعض السكان على مختلف أنواع المخدرات، متسائلين عن دور الجهات المعنية، خاصة وأن موقفها (سلطات محلية، جماعة حضرية، مجلس المقاطعة) «اتسم بالسلبية واللامبالاة عوض التدخل لإيجاد حل لهذه الوضعية غير السليمة»! الأمر يزداد فداحة مع تنظيم أنشطة بالمركب الثقافي حيث يستقبل الزوار بروائح كريهة تزكم الأنوف منبعثة من هذه المحلات! إن الابقاء على هذه الوضعية ، يقول قاطنون بالمنطقة، يساهم في إلحاق أضرار بالمركز وبالبيئة، كما يحرم خزينة الجماعة الحضرية من مداخيل يمكن توظيفها لمصلحة ساكنة المعاريف خاصة و الساكنة البيضاوية عموما. بعض المتتبعين للشأن المحلي يتساءلون عن الجهة المستفيدة من الابقاء على هذه الوضعية، وكذا الدوافع التي تمنع مجلس مقاطعة المعاريف من إثارة انتباه أولئك الذين يتحملون تدبير شؤون البيضاويين من خلال دورات المجلس؟