خرجت جماهير غفيرة من مواطني أوطاط الحاج (إقليم بولمان) الأحد الماضي في تظاهرة عفوية صاخبة احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة ومختلف الجماعات القروية التابعة طيلة يومين. وأدان المتظاهرون الذين جابوا الشارع الرئيسي بالمدينة واعتصموا لمدة ساعات مطالبين بإعادة التيار الكهربائي وأدانوا الاستهتار بمصالح المواطنين وعدم تقدير المسؤولية وعدم مراعاة أوضاع أكثر من ستين ألف مواطن تعطلت مصالحهم المرتبطة بالتيار الكهربائي، كما نددوا بالتهميش الذي يطال المدينة وسوء التدبير بمختلف جماعاتها المحلية. وسبق للمدينة وجماعاتها أن عاشت على قلق انقطاع التيار الكهربائي لمرات متكررة خاصة خلال شهر رمصان الماضي. وكانت التظاهرة مناسبة لإدانة عدم الالتزام بمقتضيات دفاتر التحملات والغش في تنفيذ الصفقات العمومية وهو ما يتجسد على أرض الواقع في هشاشة وتلف التجهيزات الأساسية التي صرف عليها الكثير من المال العام. وكانت أوطاط الحاج وجماعاتها قد عاشت يومي الجمعة والسبت، بدون كهرباء، مما شل الحركة الاقتصادية بالمدينة، وتسبب في انقطاع المياه الصالحة للشرب عن مجموع المدينة والجماعات المحيطة بها. والتجأ السكان إلى استعمال مياه الأنهار والعيون غير المراقبة، وتعطلت المخابز، مما اضطر معه السكان إلى توريده من مدينة ميسور، وتوقفت معاصر الزيتون وأغلقت المقاهي، وساءت أجواء التوجس والحذر طيلة ليلتين مظلمتين بسبب ما اقترفه بعض اللصوص من سرقات. وجاء انقطاع التيار الكهربائي في سياق جو من الاحتقان تعيشه المدينة وأحوازها جراء التهميش والعطالة المنتشرة وسط الشباب وجراء سد كل آفاق الأمل لدى السكان خاصة برفض المشاريع الاستثمارية التي يقترحها السكان المنظمين في إطار جمعيات وتعاونيات مهنية. انقطاع التيار الكهرباء، واستمراره لما يقارب 48 ساعة، ليس بالحالة العابرة إذ أن له انعكاسات أمنية مما يستدعى التحقيق في الأمر، ولمَ لا في نفس السياق، طرح سؤال المسؤولية في أوطاط الحاج والتحقيق في ما تعيشه، نتيجة سنوات من سوء التدبير.