مهم جداً أن تواصل الوزارة الوصية على الرياضة توقيع عقود الأهداف مع الجامعات الملكية المغربية، والتي تعتبر السبع الأوائل منها بداية طريق »عقلاني« ينتظر منه أن يطول ليطال مشمول الرياضات الأولمبية على الخصوص، نظراً للالتزامات القارية والدولية من جهة، ورغبة في تحسين المنتوج الرياضي الوطني ليكون في مستوى تلك الالتزامات من جهة ثانية. بيد أننا عندما نتصفح ونتفحص منطوق الاتفاقيات نجد كثيراً من »الإنشاء«، سواء في الديباجات أو في المضمون يشعل أنوار الفرح ويفتح طرقاً سيارة واسعة للأمل وللنجاح، وكأن مجرد توقيع الاتفاقيات وبرامجها وضخ الأموال هو نهاية المطاف وهو الهدف المنشود والمتوخى من دعم الدولة للأجهزة الرياضية المدعومة والموقعة على هاته الاتفاقيات. نعم هناك قاعدة »الضمانات« المتمثلة في سلامة الأجهزة المستفيدة والموقعة وكفاءة الفاعلين داخلها إدارياً ومالياً وتقنياً، وفي هذا الشق الأخير، والذي يعتبر قطب الرحى في الحركة الرياضية نطرح على طرفي التعاقد إشكالية تكوين الأطر لمواجهة الحاجيات الكمية والنوعية المتصاعدة في إطار النمو الديمغرافي والتوسع العمراني الوطنيين. ذلك لأن مطامحنا في تحقيق الأفضل والتميز في إطار التنافس، سواء الداخلي أو الخارجي ستظل مرتهنة أولا وقبل كل شيء، بالإنتاج الكمي والنوعي في مجال التدريب، عمودياً في إعداد المستوى العالي، وأفقياً في تكوين القواعد، سواء في الأندية أو في المنتخبات الجهوية ومنها إلى الوطنية. وإنني لألح، ومنذ المناظرة الوطنية الأخيرة، (رحم الله خلاصاتها وتوصياتها) على مساءلة الجامعات عن برامجها التكوينية للإجابة عن سؤالين كبيرين هما: 1 كم تتوفر عليه (رقمياً) من أطر (مدربين) عبر لوائح تحدد القيم (الدرجات). 2 ما هو حجم (رقم) الحاجيات البيداغوجية المتوفر حالياً لديها وكم هو الرقم المضبوط لحاجياتها في المدة الزمنية الساخنة والمعقدة ما بين 2010 و 2020. لكنني لم أجد في أجندات الجامعات وبرامجها، سواء التي رصدت في التجربة السابقة أو في أفق برامجها المستقبلة لمواجهة الإكراهات الدولية والأولمبية والقارية والعربية إلخ... أية إجابة مقنعة عن هذين السؤالين... .... وإلا عن أية أهداف تتحدث الاتفاقيات الموقعة بين الوزارة والجامعات، هل تتحدد فقط في الالتزام بتحقيق الانتصارات والمراتب الأولى، أم في إنتاج الأدوات والعقول البيداغوجية المؤهلة لبناء رياضيي المستقبل المؤهلين لتحقيق تلك الأهداف بما تتطلبه من كفاءات ومواصفات معرفية ميدانية؟